كتبت: أميرة محمد
فحوصات ما قبل الزواج.. يتعامل معها الكثير من المقبلين على الزواج باعتبارها “وثيقة شكلية” لمجرد إتمام عقد القران وموافقة طبيب الصحة، إلا أن الأمر قد يحول دون حدوث الكثير من المشاكل الصحية حال اتخاذه بالجدية اللازمة.
الدكتورة سامية التمتامي، أستاذ علم الوراثة بالمركز القومي للبحوث، نوهت إلى أنه يوجد 20 ألف جين في جسم الإنسان، ولا يوجد فحص لهذا العدد الكبير من الجينات، وعلى الرغم من وجود تحاليل وأجهزة متقدمة تحدد أنواع جينات، إلا أن تكلفتها مرتفعة للغاية، حيث يوجد فحص يتكلف أكثر من 40 ألف جنيهًا.
وأكدت أن التحاليل التي تجري حاليًا للمقبلين على الزواج ليست كاملة، وهناك تحاليل حديثة تظهر آلاف الجينات، لافتة إلى أن المقبلين على الزواج خاصة الأقارب عليهم الخضوع لعدة تحاليل مهمة؛ لكي لا يكون الزوج والزوجة حاملين جينات متشابهة، وتظهر في 25% من أبنائهم.
تحاليل كروموسومات
وأضافت أستاذ أمراض الوراثة، أنه إذا وجد مرض معين في العائلة قبل الزواج، يجب الذهاب إلى تخصص الأمراض الوراثية وإجراء تحاليل للبحث عما إذا كان الزوج أو الزوجة حاملين المرض، وكثير من الأمراض الوراثية معروف جيناتها ومحددة، موضحة أن تحاليل الكروموسومات يعتقد الناس خطأ أنها جينات، وتفيد في تحديد عيوب الكروموسومات والبالغ عددها 46 كروموسوم، بينما يصل عدد الجينات إلى20 ألف جين، وتكلفة تحليل الكروموسوم ليست مرتفعة فبلغ نحو 800 جنيهًا.
أمراض وراثية منتشرة
توضح التمتامي، أن هناك بعض الأمراض الوراثية المنتشرة في المجتمع المصري، مثل أنيميا البحر المتوسط أو الثلاسيميا، ويجب أن تكون ضمن الفحوصات الإجبارية للمقبلين على الزواج، لأن أنيميا البحر المتوسط تصيب 10% من المواطنين، مؤكدة أن تحاليل قبل الزواج الموجودة حاليًا في وحدات الصحة هي والعدم سواء، ويجب أن يجلس المقبلين على الزواج مع طبيب أمراض وراثية يحصل على تاريخ المرضي للعائلة سواء ظهور مرض تكسير عظام أو قصر طول أو مشكلات في السمع أو العينين، وبناء عليه تجري التحاليل المهمة.
وأشارت الدكتورة سامية التمتامي، إلى أنه لكي يكون للشهادة الصحية معنى يجب إجراء كل التحاليل الضرورية، ناصحة كل المقبلين على الزواج بإجرائها، فكثير من الأهالي يأتون لطبيب الوراثة بعد الإنجاب واكتشاف أمراض في الأطفال ويستغربون من الإصابة بتلك الأمراض على الرغم من حصولهم على الشهادة الصحية والخضوع للفحص الطبي، وتكون الإجابة عليهم أنه والعدم سواء، بالرغم من أن كل دول العالم تقدم استشارة وراثية للمقبلين على الزواج.
ونصحت بإجراء تحليل لمرض الثلاسيميا والسكر والكوليسترول العالي؛ لأن الجينات تنتقل من جيل لآخر حتى لو في جذور العائلة، مشددة على ضرورة البعد عن زواج الأقارب، فمهما تم إجراء تحاليل لا تكشف جميع الأمراض.