د.إسراء السعيد: ماذا بعد السنة المفقودة؟

قالت الدكتورة إسراء السعيد، استشاري جراحات الفم والأسنان، إنه لابد من الحفاظ على صحة الفم والأسنان حتى لا نصل لمرحلة لخلخة الأسنان ومن ثم فقدها، لافتة إلى أن الزراعة هي الحل الأمثل لتعويض الأسنان المفقودة، دون حاجة لبرد الأسنان الموجودة قبل وبعد السنة أو الضرس المفقود.

وأضافت:” في زراعة الأسنان نصل لأقرب شكل لطبيعة خلق السنة، فنضع جذر وعليه أسنان، فكل سنة لها جذر منفصل، بالتالي كل سنة مخلوعة نضع لها زرعة، ولكن لارتفاع التكلفة فيمكن وضع ثلاثة أو أربعة ضروس على زرعتين، ويمكن عمل الفك كله على 6 أو 8 زرعات، لكن الزراعة أقرب فكرة للطبيعي وأحسن حل من حيث الشكل، والأفضل للمريض من حيث التنظيف وأنها تعيش فترة أطول، بخلاف التركيبات التي لا تعيش فترة طويلة وتسبب التهابات متكررة في اللثة، وفي النهاية سيصل المريض لمرحلة الزراعة.

وشرحت دكتورة إسراء السعيد خطوات الزراعة قائلة:”أهم خطوة هي إجراء الأشعة المقطعية، ولا يمكن أن تحل البانوراما محل المقطعية، فلا يمكن إجراء زراعة ببانوراما، لكن المريض لا يجب أن يتوجه للطبيب وهو مشخص نفسه وأجرى أشعة بناء على تشخيص دكتور آخر ويطلب منه التعامل بناء على تشخصيه، لكن يجب أن الدكتور الذي يشخص هو الذي يطلب الأشعة ويقرأها، حتى يمكنه أن يفيد المريض.

وتابعت:”بناء على الأشعة المقطعية نحدد توقيت التركيب على الزراعة، وتحسب بكمية التدخل في العظم ونوع العظم وعدد الزرعات وسن المريض ومعدل السكر التراكمي، وكل تلك العناصر تحدد موعد التركيب على الزرعة، وكل هذا يتم من خلال الأشعة المقطعية”.

وأفادت:”الأشعة المقطعية تقرأ تفاصيل التفاصيل، بتقطع في العظم والأنسجة بأقل من ربع المل، ونقيس بها طول وعرض الزرعة، ونضع بناء عليها ماكيت تصوري، بمكان واتجاه الزرعة، لأن اتجاه الزرعة يحدد اتجاه السنة التي تركب على الزرعة، لأنه يحدث في كثير من الحالات وضع الزرعة في مكان خطأ.

وأفادت بأن الأشعة المقطعية قد تكشف عن مفاجآت غير متوقعة، كأن نكتشف ضروس مدفونة، أكياس دهنية، جذور تمنع الزراعة وهنا نلجأ للتقويم في البداية، ويمكن اكتشاف مشكلة في الجيب الأنفي تمنع الزراعة.

وعن الفئة العمرية للزراعة، قالت دكتورة إسراء السعيد يمكن إجراء الزراعة بعد عمر الـ18 سنة، لكن غالبًا من يجري الزراعة هم كبار السن، لأن السن الصغير غير متوقع أن يعاني من السكر أو التدخين بشراهة، ولا يوجد مشاكل، بالتالي متوقع أن تكون نسب نجاح الزراعة أعلى.

وحذرت من عدم الزرعة مباشرة بعد فقدان السنة، فالبعض قد يفقد ضروس وأسنان لمدة أكثر من 10 سنوات، وعندما يقرر الزراعة يكون قد حدث انحسار في العظم واللثة، وقد يتطور الامر لتكوين خراريج، بالتالي سيحتاج إضافة عظم ورفع الجيب الأنفي، وخطوات كثيرة ووقت أطول كان في غنى عنها، فالمشكلة أن الناس تترك الأمور حتى تكبر وتزيد المضاعفات حتى يصل في بعض الأوقات لزراعة فك كامل.

وعن إجراء الزراعة لمريض السكر:”السكر ليس مخيف لكن المهم ضبطه ومعرفة كيفية التعايش معه بأمان، فقبل الزراعة لابد أن ينزل معدل السكر التراكمي، لأن السكر مشكلة في العدوى والتئام الجروح، ويسبب التهاب متكررللثة ولخلخة الأسنان الطبيعية بالتالي يلخلخ الاسنان بجوار الزرعة، لافتة إلى أن فشل الزرعة أمر وارد لكن النسبة ضئيلة لا تتعدى 2% والناس لابد أن يتقبلوا فكرة احتمالية الفشل.

واستكملت بعض الحالات ترى أن علاج تسوس الأسنان هو خلع السنة والزرع بدلًا منها لكن هذا غير صحيح تمامًا، فإذا كانت السنة لن تعيش يفضل خلعها والزرع مكانها، لكن إذا كان وضع السنة جيد لا داعي لخلعها.

واختتمت حديثها:”تجميل الأسنان ليس رفاهية، وأحدث تقينة في التجميل هي الكاد كام، والتي أحدثت طفرة قوية في عالم تجميل الأسنان، فيمكن عمل التركيب على الزرعة كاد كام، ويمكن عمل التركيبات كاد كام، ونصل لنتائج جيدة من دون التعرض لأخطاء فنى المعمل”، مضيفة أن الكاد كام والمقطعية أدت لطفرات في طب الأسنان لا يمكن الاستغناء عنهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى