كتبت: سماح عاشور
ربما نسمع كثيرًا عن مرض “الجذام” ذلك الوباء الخطير الذي يتسبب في حدوث تشوهات شديدة بالجسم وفي مراحله الأخيرة يسبب تساقط الأطراف. ويعتبر الجذام من أقدم الأمراض التي سجلها التاريخ، وتشير التقديرات إلى أن ما بين 10- 12 مليون شخص مصابون بالمرض أو تباعته.
الدكتور محمد الغمازي، استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية، يقول إن الجذام مرض معروف منذ القدم، يسبب تقرحات في الجلد، وتلف الأعصاب وضعف العضلات، مشيرًا إلى أن الجذام مرض معدي مزمن ينتج عن عدوى بجرثومة المتفطرة الجذامية أو البكتيرية، عصيات الأجذام، وله فترة حضانة طويلة تتراوح من 6 شهور إلى 40 سنة، وكلما أزمن المرض بالجذام الدرني انتشرت الدرنات وتجعد الجلد وتضخم.
ويوضح أن طريقة العدوى بالمرض غير معروفة، إلا أن المتفق عليه أنه لابد لحصول العدوى من الاختلاط الوثيق بالمرضى ودخول الجراثيم إلى الجسم عن طريق خدش أو جرح الجلد أو بواسطة الغشاء المبطن للأنف، كما كما يظن أن المرض وراثي فثبت أن أولاد المصابين بالمرض يولدون خاليين من مظاهر المرض وجراثيمه.
ويضيف:”أكثر مناطق الجسم المتضررة هي النماطق الأكثر برودة مثل اليد والوجه والقدم والركبتين، ومدة حضانته غير معروفة ويقال أنها تتراوح من بضعة شهور أو سنين”، مشيرًا إلى أن الجذام نوعين درني وعصبي؛ يتميز النوع الأول بظهور درنات على الجسم وبخاصة على الوجه وقد يشمل الأغشية المخاطية المبطنة للمساك التنفسية العليا من الأنف والحلق والحنجرة، بينما يتميز الثاني بظهور بقع على سطح الجلد لونها أفتح من لون بشرة جلد المريض، وتتميز هذه البقع بفقدانها لحاستي اللمس والألم، فإذا لمست أو غرزت بمادة حادة أو ساخنة لا يشعر المريض بشيء.
وتابع:”إذا كان المرض من النوع العصبي فإن الأجزاء التي تغذيها الأعصاب المصابة بالمرض يصيبها ضمور ينتج عنه تشويه صورته ودرجته حسب مدة المرض وموضع الإصابة”، مؤكدًا أن علاج الجذام أصبح ميسور ومتوفر الآن ويمكن الشفاء الكامل منه، ووفرت منظمة الصحة العالمية العلاج بالمجان على مستوى العالم.