كتبت: أسماء سرور
خوف كبير ينتاب مرضى العمود الفقري من إجراء الجراحة، نظير ما يتردد من شائعات حول الإصابة بالشلل بعد العملية، وعدم تمكن المريض من ممارسة حياته بشكل طبيعي، فيفضل المريض أن يحيا بالألم كبديل عن الشلل، إلا أن الجراحات الجديدة في عالم المخ والأعصاب تنسف هذه الشائعات، بحسب ما أكده الدكتور يسري الحميلي، استشاري جراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري بكلية طب قصر العيني.
يؤكد الدكتور يسري الحميلي، استحداث الكثير من التقنيات الجراحية في الآونة الأخيرة كأدوات مساعدة في يد الجراح، منها الجراحة بالميكروسكوب الجراحي والمنظار الجراحي والليزر، مشيرًا إلى أن هذه الطرق تمكن المريض من ممارسة حياته الطبيعية في وقت قصير، فيمكنه الحركة ولا يحتاج للنوم على السرير أكثر من ٦ ساعات اللازمة للإفاقة من التخدير، كما يستطيع قيادة السيارة بعد أسبوع فقط من العملية وممارسة حياته بشكل طبيعي.
ويشير الحميلي، إلى أنه يمكن استخدام الليزر في جراحات العمود الفقري من خلال فتحة صغيرة دون الاقتراب من الحبل الشوكي أو العمود الفقري، مؤكدًا أن الجراح الذي يستخدم الميكروسكوب والمناظير هو أكثر الجراحين مهارة لأنه يطمح في الوصول إلى الأحدث من الجراحات العادية.
مفهوم الجراحة الملاحية
ويشرح الحميلي مفهوم الجراحة الملاحية، موضحًا:”نستطيع قبلها رسم سيناريو للعملية قبل إجرائها بما يتناسب مع كل حالة، ويتم خلالها دمج كل المعلومات التشريحية الخاصة بالمريض، مع صور الأشعة الخاصة به، وتكون العملية محددة الوقت وطريقة التخدير، وغالبًا ما تتم من خلال فتحة صغيرة جدًا دون إتلاف أي شيء في العمود الفقري”.
ويُوضح استشاري جراحات المخ والاعصاب، الفارق بين كلًا من جراحة المناظير والجراحة الميكروسكوبية، قائلاً:”كل منهما أدوات في يد الجراح، وفِي أحيان كثيرة يتم استخدام الاثنين معا وفقًا لكل حالة.
جراحات التزحزح
وعن جراحات التزحزح، يقول الحميلي:”الكثير منها تتم بجراحات محدودة التدخل، وتمنح المريض الأمان والقدرة على الحركة والقيام بما كان محروم منه قبل الجراحة، فلم يعد يشعر بتيبس في الظهر أو بحاجة إلى ارتداء حزام بعد العملية”.
وينوه بأنه بعد استئصال الغضروف يمكن زراعة غضروف صناعي أو دعامة أو تثبيت الفقرات بطرق محدودة التدخل، دون التأثير على التركيب التشريحي للعمود الفقري.
الخوف من الشلل
ويُطمئن أستاذ جراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري، المرضى، قائلًا:”إذا لجأ المريض إلى جراح لديه الوسائل المتقدمة ومكان مؤهل يمكنه ممارسة حياته بشكل طبيعي”.
ويعلق على مخاوف البعض من الإصابة بالشلل بعد التدخل الجراحي في العمود الفقري، قائلًا “الناس تخاف لأنها تركز على بعض الحالات، وللأسف الصورة القاتمة هي التي تسيطر على الاذهان”، محذرًا من التعامل مع من وصفهم بدخلاء المهنة في تخصص المخ والأعصاب، مؤكدا أن ما يثار حول انتكاسة المريض إذا لجأ إلى الجراحة الميكروسكوبية “كلام فاضي”.