أكدت الدكتورة سميحة السباعي، استشاري النساء والتوليد والحقن المجهري، أنه يمكن تحديد جنس المولود قبل أن يزرع في رحم الأم، ويتم ذلك بتقنية وحيدة في العلم وهي الحقن المجهري، فالعلم وصل إلى إمكانية إجراء تحليل كروموسومي لجينات الأجنة التي تخصب خارجياً من خلايا الزوج والزوجة وبناء على الفحص ومن خلال الخريطة الجينية والرسم الجيني نعرف الجنين الذكر من الانثى وعلى أساس هذا الفحص يتم إرجاع الأجنة سواء الذكور فقط أو الإناث فقط.
وأشارت إلى أن اللغط الدائر بإمكانية تحديد جنس المولود داخل الرحم من خلال نوع أكلات معينة أو غسول معين أو جدول صيني، أحاديث ليس لها أساس من الصحة وكلها مجرد اجتهادات خاطئة العلم لم يثبتها، لكن ما يحدث هو تحديد الجنس قبل زرعه في رحم الأم، ولا حقيقة لإمكانية تحديد جنس المولود داخل الرحم.
وأوضحت أن ما يتم في الحقن المجهري هو اجراء خطوات الحمل بطريقة خارجية ويكون الهدف النهائي الحصول على اجنة درجتها جيدة ومعرفة النوع إذا كان ذكر او انثى لكن مدى تقبل الرحم للجنين لها نسبة من النجاح ونسبة أخرى من عدم النجاح، مشيرة إلى وجود أسباب طبية تدفع الزوجين لإجراء الحقن، وخلاله يتم إحداث الحمل بطريقة خارجية بالتالي يتم التجاوز عن كل الأسباب الداخلية في الجسم والتي تمنع حدوث الحمل بطريقة طبيعية مثل انسداد قنوات فالوب، ضعف التبويض، فشل الخطوات السابقة للحقن مثل فترة طويلة من تنشيط التبويض وخطوات من التلقيح الصناعي فنلجأ إلى أعلى وسيلة في الاخصاب المساعد وهي الحقن المجهري.
وتابعت: هناك أسباب متعلقة بالزوج تدفعنا أيضاً لإجراء عمليات الحقن المجهري مثل الانخفاض الشديد في الحيوانات المنوية أو البطئ الشديد في الحركة والتي استحالت معها حدوث الحمل بشكل طبيعي، وقد يكون السبب قاطع لحدوث الحمل مثل انسداد قنوات فالوب، انعدام وجود الحيوانات المنوية فمثل هذه الحالات ليس لها سبيل إلا الحقن المجهري.
وافادت بانهنسبة نجاح الحقن المجهري نظريا من 60-70%، فالأجنة تتكون من خلايا الزوج والزوجة يتم اخصابها خارجيا ثم إدخالها للرحم وفيما بعد هذه الخطوة في نطاق الغيبيات ومشيئة الله.
ولتجنب فشل الحقن المجهري ، شددت دكتورة سميحة السباعي، على ضرورة الاستفاضة في إجراء التحاليل والفحوصات التي تختلف من حالة لأخرى على حسب مشكلة الزوجين، فالجزء الأهم من خطوات الحمل التحاليل والفحوصات التي تساعد في الوصول إلى نسبة نجاح عالية، فمثلا في بعض الحالات نطلب منظار رحمي للاطمئنان على سلامة تجويف الرحم، وتحاليل هرمونية للاطمئنان على استقرار الحالة الهرمونية للسيدة فهناك حالات تم تشخيصها باضطرابات في الغدة الدرقية وارتفاع في هرمون اللبن ولم تكن تشتكي من شيء وكلها أسباب تؤدي إلى فشل الحقن المجهري.
كما أكدت أهمية اختيار البروتوكول الذي يتماشي مع الحالة والأدوية التي تناسبها في النهاية بما يساعد في النهاية على تحسن نتائج الحقن التي تتوقف أيضا على سحب بويضات جيدة على قدر سن الزوجة فتخرج أجنة جيدة بقدر تفاعل الحيوان المنوي مع البويضة ثم يتم إرجاع الأجنة إلى الرحم
وعن السن المناسب لإجراء عمليات الحقن المجهري، قالت دكتورة سميحة السباعي، إن الخصوبة تقل فعلياً بعد سن ال35 سنة، ثم تقل بطريقة أسرع بعد سن الأربعين والوصول لسن 45 يعني أن الخصوبة قلت لدرجة تجعل العملية أكثر صعوبة أو استخدام أدوية أكثر لتنشيط المبيض بالتالي نسب النجاح تقل، لذلك كلما كانت الحالة صغيرة في السن كلما كان نسب النجاح أعلى، لكن الحالات التي قاربت على الاربعين نعتمد على تحليل مخزون المبيض الذي يشير إلى مدى استجابة المبيض للأدوية قبل الحقن وهو تحليل مهم يتم لأي حالة اي كان السن لأن هناك سيدات سن صغير ولديها تناقص في مخزون المبيض.
وذكرت أنه يوجد الآن تقنية تجميع الأجنة وفيها يتم إجراء العملية على أكثر من خطوة، بمعنى أن المعهود في الحقن هو سحب من 10-15 بويضة لكن الحالات التي قدرة المبيض فيها على إخراج بويضة أو اثنين ننصحها بإجراء التنشيط على أكثر من مرحلة لمدة شهرين أو ثلاثة شهور كل شهر بويضة أو اثنين بحيث نصل في النهاية إلى عدد البويضات المستهدف لتحقيق نسب نجاح قريبة من النسب العادية.
وأوضحت أن مخزون المبيض هو بذور البويضات التي يخلقها الله داخل الانثى وهي مازالت داخل رحم الأم، هذه البذور تصل إلى 2 مليون وهو عدد ثابت لكل البنات، هذا العدد من الولادة حتى البلوغ يحدث لنسبة منه ضمور شهرياً فيصل العدد على سن البلوغ إلى 300 الف وهو المتوسط عند كل البنات.
واردفت أنه بداية من سن البلوغ تخرج بويضة صالحة للحمل وحولها مجموعة من البويضات يحدث لها انتقاء مع البويضة السائدة ومع الوقت هذه البويضات إذا لم تكبر تموت كل شهر وتختفي من أنسجة المبيض، وفي الجينات نعرف العدد المستهلك من تلك البويضات الموجودة حول البويضة السائدة، إلى أن تقل تلك البذور جدا عند سن 45 سنة.
للاسف البعض تتناقص بذور البويضات مبكرا من سن العشرين أو الثلاثين فعند إجراء تحليل المخزون يكون اقل من المخزون الطبيعي، وفي الحقن نشتغل على تلك البذور ونوصلها بالأدوية لتكون بويضة كبيرة صالحة للحمل فإذا كانت البذور قليلة الأدوية لن تخرج العدد المستهدف في المرة الواحدة.
واكدت أن سن السيدة اهم عامل فهو يؤثر على عدد البويضات وجودتها وعلى انقسام الأجنة بعد حقن البويضة بالحيوان المنوي، كما يؤثر السن على فرص استجابة الرحم.
وعن المدة الزمنية التي يستغرقها الحقن المجهري منذ البداية حتى زرع الجنين داخل الرحم، أوضحت أن فترة التحضير والفحوصات تختلف من سيدة لأخرى قد يستغرق اسبوع لإجراء تحاليل بسيطة أو شهور إذا تطلب الأمر إجراء جراحي مثل استئصال لحمية أو إصلاح مشكلة ما في الرحم، أما عن التحضير الدوائي للحقن فلابد من إجراء تنشيط مكثف المبيض وعادة نعتمد على بروتوكولين يستغرق من 14-24 يوم لاستقبال الأدوية التي تحضر المبيض للتنشيط المكثف قبل الحقن. أما إجراء الحقن نفسه ينقسم إلى خطوتين خطوة سحب البويضات وتتم ببنك بسيط غير مؤلم وخلال ساعة المريضة تغادر المستشفى ولا يوجد تعليقات بعد سحب البويضات، والشق الثاني من الإجراء هو إرجاع الأجنة ويتم بعد سحب البويضات واخصابها وتتم في المعمل وتستغرق من 3-5 أيام.
بعد إرجاع الأجنة من الضروري أن تتبع السيدة جرعات عالية من التثبيت لأنه في العادي يكون هناك أكثر من جنين والبيئة الداخلية للجسم ليست نفس بيئة الحمل الطبيعي بالتالي ندعم الجسم بمثبتات أقرب ما يكون للحمل الطبيعي، وتجنب المجهود الزائد، لافتة إلى أنه بمجرد الارجاع تستطيع السيدة القيام من على السرير تتحرك وتمشي ونحذر من الراحة التامة، لكن القيام بالمجهود الطبيعي والعادي.