ما هي المياه البيضاء

المياه البيضاء عند الأطفال والكبار هي إعتام في عدسة العين وتحولها من الشفافية إلى الاعتام، موضحة أن إصابة الكبار بالمياه البيضاء قد يعود إلى تقدم السن أو نتيجة عوامل أخرى مثل مرض السكر والأمراض الروماتيزمية أو التهاب القزحية وأمراض الشبكية .

وعندما تسمع عن المياه البيضاء تعتقد أنها تصيب العيون لدى كبار السن فقط، إلا أن هذا الاعتقاد خطأ تمامًا، فيمكن أن يصيب هذا المرض كل الاعمار, وخصوصًا الرضع الأطفال، الأطفال في أول 10 سنوات من العمر عرضة للإصابة ب أمراض العين مثل بالمياه البيضاء، وتسمى “المياه البيضاء الخلقية”، وعدم سحب هذه المياه من العين يؤدي إلى إصابة العين بالكسل.

لأن المخ يكون متوقع أن تصله صورة طبيعية من كل العين، وبالتالي إذا لاحظ المخ أن هناك مشكلة في أحد العينين، وأن هناك ماء أبيض في العين، سيهمل تلك العين، وذلك يسبب ضعف العين وتتحول إلى عين كسولة، وهذه من أخطر مضاعفات الماء الأبيض البيضاء عند الأطفال، ولابد من التعامل معها بشكل سريع.

أسباب المياه البيضاء عند الأطفال

هناك الكثير من اسباب الشائعة الطبيعية لإصابة العين بهذا بالمياه البيضاء عند الاطفال إحدى أهمها الماء الابيض ال خلقي التي يولد بها الطفل؛ وتعتبر من المشاكل الكبيرة التي تؤثر على النظر طيلة عمر الأطفال إذا لم تشخص مبكرًا (في أول 3 شهور من العمر)، لأن مركز الإبصار عند الأطفال يكون غير مكتمل النمو ويكتمل النمو خلال أول 3 شهور من العمر بشرط ان تكون الصورة الساقطة مضبوطة على مركز الإبصار، وفي حالة وجود ما يمنع ذلك لا يكتمل نمو مركز الإبصار بصورة سليمة ويؤثر ذلك على نظر الطفل طوال حياته ويسبب إعتام.

وكلما زاد وقت منع نزول الصورة على مركز الإبصار ، يؤدي ذلك إلى حدوث كسل أكبر للعين، وتزداد صعوبة التعامل معها.

وايضا المياه البيضاء قد تصيب العينين أو العين الواحدة، فالطفل في أول 3 شهور غير قادر على التركيز مع من حوله، لكن إذا كان الطفل لا يرى من حوله بسبب المياه البيضاء يحدث كسل في العين والأم لا تدرك ذلك إلا بعد مرور 3-4 شهور من عمر الطفل فتشتكي أنه لا يركز.

وقد تحدث أعراض منذرة وهي حدوث “رقرقة في العين” ويعني ذلك أن مركز الإبصار متأثر والمخ يوجه إشارات للعين بأن تتحرك باحثة عن صورة، وفي هذا الوقت التدخل يكون تأخر، وذلك إذا أصابت المياه البيضاء العينين فيظهر عند سن 4-5 شهور الأم تلاحظ أنه لا يرى جيدًا.

وإذا اصابة المياه البيضاء عين واحدة فالطفل لا يشتكي والعين لا يظهر بها أي مشكلة، وبعد عمر سنتين أو ثلاثة سنوات يحدث الحول للعين مصاحب للمياه البيضاء وحينها إذا لم يتم العلاج غالبًا تستمر تلك العين ضعيفة طوال العمر

تشخيص المياه البيضاء

هناك أكثر من طريقة لتشخيص حالات الماء الأبيض عند الأطفال، لافتاً إلى أن إجراء الكشف الطبي و فحص العين يحتاج إلى موهبة، والطبيب الشاطر هو من يستطيع أن يلفت نظر الطفل وطمأنته، ومن ثم يتم توقيع الكشف بكل سهولة، وهناك أجهزة كثيرة يمكن من خلالها الكشف على الأطفال عن بعد.

وقد نضطر إلى تخدير بعض الأطفال لرؤية أشياء معينة في العين خاصة في حالة الحاجة إلى تقييم الشبكية وأطرافها من الأطفال المبتسرين، لأننا نحتاج تحريك العين في اتجاهات معينة والطفل عمره أسابيع، ولن يستجيب لذلك.

الفرق بين الماء الابيض عند الأطفال والكبار

إن هناك فرقين بين الماء البيضاء الخلقي عند الأطفال والكبار؛ الفرق الأول هو سبب المياه البيضاء على العين، والثاني هو شكل الماء الأبيض في العيون ، موضحًا أن المياه البيضاء في العيون عند الكبار مرتبطة بالسن فكلما مر العمر هناك قابلية للإصابة بالمياه البيضاء، لكن يصاب بالمياه البيضاء إما خلقيًا او وراثيًا، فالخلقية أصيب بها ولا يوجد تاريخ مرضي في العائلة، وسببها قد يكون أدوية أثناء الحمل، أو فيروسات معينة، وقد تكون المياه البيضاء جينية تكونت لسبب أو لآخر.

وأضاف أن المياه البيضاء ال وراثية ناتجة عن تاريخ وراثي في العائلة بالمرض، والسبب الوراثي يشكل العامل الأكبر في إصابات الأطفال بالمياه البيضاء في العين.

هناك نوع آخر من المياة البيضاء وهو “التكوينية” فالطفل يولد وتكون عدسة العين عندها قابلية ان تظهر المياه البيضاء، ومع النمو تؤثر على العين والنظر، مضيفًا أن المياه البيضاء قد تكون مكتملة “بيضاء تمامًا” أو تكون في نواة العدسة وتسبب إعتام وضعف شديد في النظر، لكن المياه الأبيض المكتملة الأم تلاحظها وفيها يكون “نن” العين أبيض او توجد نقطة بيضاء في العين، أما النوع الآخر لا تلاحظه الأم،

وشدد على أهمية إجراء الكشف على العين في الأطفال حديثي الولادة، قائلًا: الأم قد تتوقع إصابه الطفل بالمياه البيضاء ( الكتاراكت ) إذا كان في الأسرة أحد مصاب بالمياه البيضاء، وفي حالة زواج الأقارب، إذا أصيبت الأم أثناء الحمل بأمراض أو فيروسات معينة أو أودية معينة، وكلها تشير إلى توقعات باحتمالية إصابة الطفل بالمياه البيضاء.

علاج المياه البيضاء عند الأطفال

طرق علاج الماء الأبيض عند الأطفال الصغار هي نفسها عند كبار السن، فالعلاج الوحيد لها هو إزالتها، فلا يوجد طريق أو أدوية او مراهم أو تمارين يمكنها علاج المياه البيضاء للطفل وازالة إعتام العيون وتحسين الرؤية، وتركها يؤدي إلى زيادة كثافتها وتأثيرها أكثر على النظر.

وطريقة العلاج هو ازالة المياه البيضاء سواء بتفكيكها عبر الموجات الصوتية مثلما يحدث في الكبار، وفي الأطفال يتم شفطها وإزالة المياه البيضاء وهي عبارة عن إعتام عدسة العيون أو سحابة في عدسة العيون وننتظر حتى سن 6 شهور حتى زرع عدسة صناعية داخل العين حتى تكون الصورة التي تدخل العين واضحة بدون إعتام، بالتالي ينمو العصب البصري بصورة طبيعية ومنع كسل العين.

وتابع أن العدسة المزروعة تستمر مع الطفل ولها حسبة معينة، لأن الطبيب يدرك أن نمو عين الطفل لم يكتمل فنحسب مقاس العدسة على حسب سن المريض بطريقة معينة، بحيث تكون العدسة مع نمو العين تستمر المقاسات داخل الإطار الطبيعي، بحيث لا يصاب الطفل بعد زرع العدسات بدرجات عالية من طول أو قصر النظر ناتجة عن العدسة المزروعة.

وأشار إلى أنه يمكن إزالة المياه البيضاء من سن شهرين أو ثلاثة شهور فبمجرد اكتشافها لابد من إزالتها وزرع عدسات بداية من سن 6 شهور، حتى نتجنب مشاكل المستقبل.

متي يجب علاج الماء الأبيض

يجب إجراء عملية المياه البيضاء ( الساد ) بطريقة حديثة وفي الوقت الصحيح للأطفال، ومقولة الانتظار حتى تستوي المياه مقولة خاطئة وانتهت من 20 سنة، لأن الانتظار يصعب نجاح سحبها بالتقنيات الحديثة، ونضطر لسحبها جراحيًا بالطريقة التقليدية القديمة.

ولابد من إجراء العملية مبكرًا، والتوقيت مسألة نسبية للطبيب هو من يختار، والتقنيات الحديثة سهلت الأمر فمن خلال بنج موضعي خلال 4-5 دقائق تنتهي مشكلة المياه البيضاء، والمريض يخرج بعدها مباشرة من المستشفى ويمارس حياته بشكل طبيعي، وكلما أجريت المياه البيضاء مبكرًا استطعنا استخدام تقنية جيدة وكانت درجة التعافي أسرع.

ويوجد الأن تقدم كبير في أنواع العدسات المزروعة بعد عملية المياه البيضاء، فتوجد العدسات متعددة البؤرة، وهي عدسات تساعد المريض يرى القريب والبعيد دون النظارة.

و أحدث تقنية لسحب المياه البيضاء هي أشعة الموجات فوق الصوتية وتحقق نتائج رائعة، لكن الليزر واستخدامه في المياه البيضاء بسيط جدا، والطبيب هو من يقرر إذا كان محتاج ليزك أم لا، لافتًا إلى أن أي عملية مياه بيضاء يكون فيها جراحة، لأنه يتم إزالة شيء من العين ووضع عدسة، بالتالي يوجد جرح على الأقل 2 مل، فمقولة أن أجري العملية كلها بالليزر بدون جراحة مقولة خاطئة.