العيونمقالات

المياه البيضاء عند الأطفال وطرق العلاج

قال الدكتور وليد حازم عطية، أستاذ طب وجراحة العيون بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، إن هناك أكثر من نوع للمياه البيضاء يصيب الأطفال؛ فتوجد المياه البيضاء الخلقية وتظهر بمجرد ولادة الطفل، وهي ناتجة عن بعض الأمراض التي أصابت الأم أثناء الحمل.

وأضاف:”هناك نوع من المياه البيضاء تظهر في سن صغير عند 5 أو 7 سنوات وتزيد مع مرور الوقت، نتيجة بعض الأمراض المسئولة عن التغذية وامتصاص الغذاء” مشيرًا إلى أن الطفل قد يصاب بمرض المياه البيضاء أيضًا نتيجة الخبطات.

وتابع:”العين في الأطفال مازالت في طور النمو، والمياه البيضاء ليس لها علاج سوى الجراحة وزرع عدسة، بالتالي إذا كانت المياه بيضاء زائدة ومؤثرة على قوة النظر لابد من إجراء الجراحة لكن إذا كانت المياه البيضاء غير مؤثرة على النظر والنمو البصري يفضل الانتظار ومتابعتها كل فترة، لأن مقاس العدسة المزروعة سيتغير فيما بعد، بالتالي القرار هنا نأخذه على حسب قوة نظر المريض لمنع تأثير المياه البيضاء على العين طوال الوقت.

وعن العلاقة بين المياه البيضاء ومشاكل القرنية، قال أستاذ جراحة العيون، إن  عدسة العين بلورية شفافة، والقرنية الغشاء الخارجي للعين، ومن ثم لا يوجد علاقة بينهما، والمياه البيضاء عبارة عن عتامة تصيب عدسة العين، ولا يوجد علاج يوقفها أو يحسنها، لابد من التدخل الجراحي، أما القرنية وسمك القرنية أمور متعلق بتصحيح الإبصار.

وأكد على ضرورة إجراء عملية المياه البيضاء بطريقة حديثة وفي الوقت الصحيح، ومقولة الانتظار حتى تستوي المياه مقولة خاطئة وانتهت من 20 سنة، لأن الانتظار يصعب سحبها بالتقنيات الحديثة، ونضطر لسحبها جراحيًا بالطريقة التقليدية القديمة.

واستكمل:”لابد من إجراء العملية مبكرًا، والتوقيت مسألة نسبية للطبيب هو من يختار، والتقنيات الحديثة سهلت الأمر فمن خلال بنج موضعي خلال 4-5 دقائق تنتهي مشكلة المياه البيضاء، والمريض يخرج بعدها مباشرة من المستشفى ويمارس حياته بشكل طبيعي فيغسل وجهه ويتحمم عادي، وكلما أجريت المياه البيضاء مبكرًا استطعنا استخدام تقنية جيدة وكانت درجة التعافي أسرع.

وأكد على وجود تقدم كبير في أنواع العدسات المزروعة بعد عملية المياه البيضاء، فتوجد العدسات متعددة البؤرة، وهي عدسات تساعد المريض يرى القريب والبعيد دون النظارة.

وأفاد بأن أحدث تقنية لسحب المياه البيضاء هي أشعة الموجات فوق الصوتية وتحقق نتائج رائعة، لكن الليزر واستخدامه في المياه البيضاء بسيط جدا، والطبيب هو من يقرر إذا كان محتاج ليزرأم لا، لافتًا إلى أن أي عملية مياه بيضاء يكون فيها جراحة، لأنه يتم إزالة شيء من العين ووضع عدسة، بالتالي يوجد جرح على الأقل 2 مل، فمقولة أن أجري العملية كلها بالليزر بدون جراحة مقولة خاطئة.

واستكمل:”المياه البيضاء تمر بمرحلتين، المرحلة الأولى في بدايتها تؤثر على جودة النظر، فالمريض يرى 6/6 لكن لديه مشكلة في جودة الرؤية وزغللة، لا يرى الألوان بقوة، المرحلة الثانية تتأثر كمية وحدة الرؤية، وتزيد المياه البيضاء وتؤثر على قوة النظر.

ووجه عدة نصائح بالاهتمام بالنظافة الشخصية للطفل، وغسل يده باستمرار، حتى لا يصاب بعدوى في العين أو ما يسمى بالرمد الصديدي، مشددًا على ضرورة التوجه لطبيب متخصص بدلًا من الذهاب للصيدليات التي تعطي قطرات الكورتيزون دون رقيب، محذرًا قطرات الكورتيزون قد تتحول لسم قاتل يسبب مشاكل جثيرة للعين منها ارتفاع ضغط العين والمياه البيضاء.

واختتم:”الحساسية مرض يحتاج متابعة وله طريقة علاج معين، لذا الكشف المبكر مهم، ولابد من فحص الأطفال عند سن 6 سنوات وهو سن دخول المدارس، محذرًا من دعك العين، ومتابعة الطفل جيدًا إذا كان يقترب من التليفزيون بشدة أو ينقل بالخطأ من على السبورة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة