الدكتور سامح الطاهر: تجميل ثدي الرجال من جراحات اليوم الواحد.. ونسبة النجاح 95%

كتبت: سماح عاشور


يحتوي جسم كلًا من الرجل والمرأة على غدد الثدي، ولكن لا يمكن ملاحظتها عند الرجال لصغر حجمها وعدم نموها، إلا أنه في بعض الأحيان يحدث تضخم للثدي عند الرجل وهو ما يعرف بـ”تثدي الرجال”، وعلى الرغم من عدم خطورته، إلا أنه يسبب إحراجًا كبيرًا.

 “شفاء”، تواصلت مع الدكتور سامح الطاهر، أستاذ جراحات التجميل، ليحدد أسباب “تثدي الرجال”، وكيفية التعامل معها.

يقول الطاهر: الرجال يملكون غدة ثدي ملموسة ومحددة الأطراف ولها نوع من الصلابة، وتقع تحت الهالة أو الحلمة في أحد أو كلا الطرفين دون أن تسبب أي أعراض، وعندما يتجاوز قطر الغدة لسنتيمترين يصبح شكل منطقة الثدي ملحوظًا ولافتًا للنظر، وتشخص الحالة طبيًا بتضخم الثدي عند الرجال أو بثدي المرأة.

‎أسباب تضخم ثدي الرجال

يكشف أستاذ جراحات التجميل، أن هناك عدة أسباب تؤدي إلى كبر حجم الثدي عند الرجال منها:

1- السمنة: حيث تؤثر زيادة الوزن بشكل كبير على حجم الثدي وشكله الخارجي، فزيادة الوزن تؤدي إلى تضخم الثدي بشكل كبير لا يتناسق مع حجم الجسم.

2- فرط نمو أنسجة الثدي الحقيقية، وهي عبارة عن نسيج على شكل قرص مطاطي وثابت يزيد قطره عن السنتمترين، ويبدو كأنه ملتصق بخلفية الحلمة والمنطقة الوردية المحيطة بها.

3- حالة طبيعية إذا كان تضخم الثدي في مرحلة المراهقة، وذلك بسبب تقلب مستويات هرمون التيستوستيرون الذكري وانخفاضه، مما يتيح لهرمون الأستروجين الأنثوي والموجود في دم الذكر أن تُظهر تأثيرها على الثدي.

4- الكحول، أيضا من أسباب تضخم ثدي الرجال، لأنه يخّل بتوازن هرموني التيستوستيرون والأستروجين؛ وتحثّ الكبد على سحب التستوستيرون من الدم، وبذلك ينخفض معدله، كما أنها تقلص قدرة الكبد على تفكيك الأستروجين، وبذلك يرتفع معدله في الدم.

5- الأورام، وهي من الأسباب النادرة لتضخم الثدي، ويمكن أن يصاب الثدي عند الذكور بالسرطان ولكنه عادة ما يكون وحيد الجانب، كما أن الأورام التي تصيب أجزاء أخرى من الجسم تنتج أحيانًا هرمونات تحث الثدي على النمو.

6- التقدم بالسن، فمن الطبيعي أن يتضخم الثدي مع تقدم الرجال في العمر، وهذا يعود إلى انخفاض إنتاج التستوستيرون في الجسم، كما أن الجسم مع تقدم السن غالبًا ما يحتوي على نسب عالية من الدهون التي بدورها تنتج الأستروجين.

يوضح الدكتور سامح الطاهر، أن تضخم الثدي عند الرجال ظاهرة فسيولوجية طبيعية قبل سن البلوغ، إلا أنها لافتة للنظر بعد سن 19 أو 20 عامًا، وقد تسبب الكثير من الحرج والضرر النفسي،  وربما يصل الأمر إلى الامتناع عن السباحة بالأماكن العامة.

تضخم الثدي الطبيعي

يؤكد أستاذ جراحات التجميل، أن تضخم الثدي الفسيولوجي عند الذكور يمر بثلاث مراحل عمرية؛ أولها عند الولادة نتيجة التحسس للهرمونات الأنثوية المتكونة من مشيمة الأم وتستمر مع الوليد لعدة أسابيع فقط، ثم تعاود الظهور أثناء مراحل المراهقة وقبل سن البلوغ، ومن أسبابها اختلال التوازن الطبيعي بين الهرمونات الأنثوية والذكرية في جسم المراهق؛ فإما زيادة الهرمونات الأنثوية أو قلة الهرمونات الذكرية أو ضعف استقبال الخلايا لها، والتي تأخذ نسبتها الطبيعية مع بلوغ الشاب.

وتابع أن تضخم الثدي يعاود الظهور للمرة الثالثة لدى كبار السن؛ نتيجة اختلال التوازن مرة أخرى وضعف الإفراز الهرموني للخصيتين، وما يحدث أحيانًا أن 36% من الشباب بعد سن البلوغ يبقى لديه حجم الثدي متضخمًا رغم التوازن الموجود في نسبة الهرمونات الذكرية والأنثوية، مشددًا على ضرورة التمييز بينهم وبين الحالات المرضية لتضخم الثدي.

الحالات المرضية لتضخم الثدي

لفت الدكتور سامح الطاهر، إلى أن الحالات المرضية لتضخم الثدي مرتبطة بقلة إنتاج الهرمون الذكري لأسباب وراثية أو ولادية تؤدي لقلة إنتاج أو فعالية الهرمون، أو قد تحدث لاحقًا بعد الإصابة بالتهاب الخصية الفيروسي كما يحدث كمضاعفات لمرض النكاف أو بسبب ضربة أو شدة خارجية تصيب منطقة الخصية، وقد يكون سبب التضخم زيادة إنتاج الهرمون الأنثوي وذلك أيضًا لأسباب خلقية أو ولادية، أو بعد الإصابة بسرطان الخصية أو الرئة التي تنتج هرمونات أنثوية، أو بسبب الاستعمال المزمن لأحد أنواع الأدوية ومنها أدوية علاج قرحة المعدة وأمراض القلب وغيرها.

التشخيص والعلاج

نوه الدكتور سامح الطاهر، إلى أنه يمكن للطبيب المعالج في معظم الحالات أن يشخص الحالة سريريًا من التاريخ المرضي وفحص المريض، لاكتشاف الحالات المرضية والطبيعية لتضخم الثدي، موضحًا أنه إذا كانت أسباب تضخم الثدي مرضية فلابد أولًا الاهتمام بالسبب الرئيسي وعلاجه حسب الحالة.

وأشار إلى أنه في معظم الحالات التي هي استمرارية للتغيرات الفسيولوجية، فهنا يأت دور اختصاصي جراحة التجميل بتقييمه للحالة ودرجتها، مؤكدًا أن التدخل الجراحي هو الأفضل في معظم الحالات، وهي عملية بسيطة ذات مشكلات قليلة وخصوصًا بعد استحداث تقنية شفط الدهون، والتي خلصت الشباب من مشكلات العمليات الاستئصالية السابقة، وما تتركه من ندوب مشوهة مرورًا بمشكلة التقعر في منطقة الثدي وعدم تساوي الطرفين، والتغيرات بشكل الحلمة وانغمارها للداخل.

وأكد أستاذ جراحات التجميل، أن عملية شفط الدهون سهلت الكثير بعلاج هذه الحالات وخصوصًا الدرجة الأولى والثانية من تضخم الثدي، أما في الحالات الشديدة والمصاحبة بتهدل شديد للجلد في منطقة الثدي، فقد نحتاج لاستئصال الجلد الزائد ولكن بندب غير لافتة للنظر.

فترة النقاهة

يختتم “الطاهر” حديثه قائلا؛ إلى أن تجميل الثدي يعتبر من جراحات اليوم الواحد، حيث يعود المريض لبيته بعد عدة ساعات، ويعود لعمله بعد يوم أو عدة أيام وبنشاط كامل، ولكن مع ارتداء المشد الطبي لعدة أسابيع، وقد يوصي بتحديد نوع الرياضة التي يمارسها لمنطقة الصدر لعدة أسابيع.

وأكد أن مشكلة تضخم الثدي للرجال لم تعد مشكلة حقيقية كما كانت سابقًا، ويمكن التخلص منها بسهولة، ولكن على صاحب المشكلة أن يجيد اختيار الجراح المناسب لإجرائها، موضحًا أن النتائج تصل لأكثر من 95% من النتيجة المثالية، إلا أنها تختلف من شخص لآخر حسب حالته التي يحددها الطبيب المختص أثناء فحص الحالة، لتحديد الإجراء الأمثل للوصول للنسبة المثالية.

Exit mobile version