التطور التاريخي لجراحات السمنة وتكنيك إجرائها

قال الدكتور أحمد عبد السلام، استشاري جراحات السمنة وجراحات المناظير بطب قصر العيني، إن عمليات السمنة بدأت في خمسينات القرن الماضي، ولم تكن آنذاك مشهورة نظرًا لتعدد المشاكل المترتبة عليها، وفي الثمانينات وأوائل التسعينات بدأت تظهر عملية تدبيس المعدة وحققت نتائج جيدة إلا أنه ترتب عليها هي الأخرى بعض المشاكل فبدأت تختفي، وظهر بعدها تحويل المسار في أول الألفينيات ثم ظهر التكميم كخطوة من التحويل.

وأوضح أن تكنيك عملية التحويل صعبة، حيث يتم تحريك الأمعاء وأخذ جزء من المعدة بالتالي لا تصلح لأصحاب الأوزان الكبيرة فاتجهنا إلى إجراء مؤقت بقص جزء من المعدة بحيث يفقدون وزن من 35 إلى 40 كيلو ثم يجرون عملية تحويل المسار، لكنهم وجدوا أن التكميم وحده يساعد على فقدان الوزن فبدأ يظهر التكميم.

وأضاف: عندما ظهر التكميم كان هناك اختلاف بين التكميم الواسع بقص نصف المعدة أو قص ربع المعدة أم قص 80% من المعدة وحتى الآن يوجد اختلاف في تلك المقاسات، مشيرًا إلى أنه قديما كان الاهتمام أكثر بفقدان الوزن دون لايف ستايل فبدأ الاهتمام بالجانبين وهي من ضمن التطورات أن تكميم المعدة أصبحت عملية وأسلوب حياة.

وأشار إلى أن تحويل المسار بدأت أيضًا بالكلاسيكي وكان الجزء المستبعد من الأمعاء حوالي 50سم، وهو الجزء المسئول عن امتصاص الأكل، والجزء المتبقي 150 سم انقسم إلى 50سم و100سم، وبعد عشر سنوات وجدوا أن تلك الأرقام لا تساعد على فقدان الوزن أو أن الناس تفقد الوزن ثم تعود مرة أخرى، فاتجهوا إلى زيادة الجزء المستبعد من المعدة، ثم ظهر تحويل المسار المصغر، لافتًا إلى أن العمليات تتطور باستمرار وربما لا يلاحظ الناس تلك التطورات.

وأفاد بأن البعض يعتقد أن تحويل المسار المصغر هو عملية صغيرة، وهو أمر خاطئ فهي مصغرة للجراح لأن تحويل المسار الكلاسيكي بها وصلتين بين المعدة والأمعاء، وبين الأمعاء وبعضها، أما تحويل المسار المصغر بها وصلة واحدة بين الأمعاء والمعدة، مشيرًا إلى أن البعض يعتقد أن الفيتامينات في تحويل المسار المصغر يكون لمدة 6 شهور أو سنة وهو أمر خاطئ أيضًا، لأن تحويل المسار يساوي الحصول على فيتامينات مدى الحياة، لذلك اتجهنا لتسمية تحويل المسار المصغر إلى تحويل المسار ذو التوصيلة الواحدة لإبعاد الفكرة أنه مصغر عن أذهان الناس وتساهلهم في الحصول على الفيتامينات.

وأوضح أن تحويل المسار المصغر ظهرت كتسهيل من تحويل المسار الكلاسيكي، وكلا العمليتين لهما دواعي لإجرائهما، فمثلًا مرضى ارتجاع المريء لا يصلح لهم تحويل المسار المصغر، ومرضى السكر الأفضل لهم تحويل المسار المصغر لان الامتصاص فيها أقل، بالتالي الطبيب هو من يحدد أيهما أفضل للمريض، وفي النهاية تأثيرهم واحد.

فريق عمل جراحات السمنة

قال دكتور أحمد عبد السلام، إن فريق العمل قديمًا كان يقتصر على الجراح ثم أضيف للفريق طبيب التخدير لأن أصحاب الوزن الزائد تخديرهم صعب، ثم أضيفت أدوات مخصوصة للتخدير، وكذلك أدوية التخدير توجد أدوية معينة لأصحاب الوزن الزائد لصعوبة إفاقتهم.

كما أضيف للفريق أطباء باطنة وخاصة تخصص الغدد الصماء، وأطباء التغذية لما بعد العملية، كما طالت مدة المتابعة مع المرضى فقد تصل لمدى الحياة، لافتًا إلى أن الأطباء النفسيين جزء مهم من الفريق.

ويتكون الفريق الجراحي من جراح ومساعدين على كفاءة تقارب الجراح، ومن المهم المتابعة بعد العملية معهم ففي البداية تكون 8 زيارات موزعة على مدار السنة ثم مرة كل 6 شهور.

التكنولوجيا وجراحات السمنة

أوضح دكتور أحمد عبد السلام، أن المناظير تطورت كثيرًا، وهي تشبه إلى حد كبير التليفزيونات مع اختلاف الأسعار، كما ان جودة الصورة اختلفت لرؤية المزيد من التفاصيل ففرص الأخطاء تقل، والمشاكل بعد العملية تقل.

وأشار إلى أن التكميم كان يتم من خلال 5 فتحات أو 6 فتحات وقلت العدد إلى 4 فتحات كل فتحة تقريبًا 1 سم، ثم إلى 3 فتحات وظهرت أدوات وتقنيات جديدة فأصبح بدل 3 فتحات كل واحدة 1 سم إلى فتحتين 3 مل وفتحة واحدة 10 مل، كما طال التطور حجم العدسة فصغر حجمها.

وأفاد بأن تطور الدباسات ليس عنيفًا في جراحات السمنة لانها بدأت في الجراحة العامة، ونقلت بعد تطورها لجراحات السمنة، لكن الموضوع تطور في حجم الدبوس واختيار الدبوس ففي الماضي كان يوجد نوعين فقط من الدبابيس، الآن تطور فالعمليات المعادة لها دبابيس مختلفة والعمليات العادية لها نوع آخر من الدبابيس.

وذكر أن الأدوات التي تطورت كثيرًا وفرقت في العمليات هي آلات الكي التي تسخدم في فصل المعدة عن الأوعية المرتبطة بها، فقديمًا كان الكي بالكهرباء والآن ظهرت تقينات جديدة وآلات متقدمة ساعدت في تسريع وقت العملية.

جاهزية المستشفيات

أكد على ضرورية أن تكون المستشفيات مجهزة بأدوات معينة، الأسرة لابد أن تتوافر فيها مواصفات معينة، لأن الأسرة العادية لا تتحمل الأوزان الكبيرة، وكذلك أسرة غرف العمليات فقديمًا كانت الأسرة أقصى وزن لها 120 كيلو الآن يوجد أسرة عمليات حتى 300 و 500 كيلو.

ومن المهم أن يكون بالمستشفى رعاية مركزة، وتمريض مدرب وثابت خلال العمليات، وتمريض الأدوار لابد أن تعلم جيدًا التعليمات.

Exit mobile version