البواسير.. الأسباب والأعراض والعلاج

مرض البواسير الشرجية منتشر جدًا للاسف، فنحو 70% من المترددين على عيادات الجراحة العامة مصابين بأحد أمراض الشرج، و50% منهم مصابين بالبواسير وهي نسبة عالية.

والبواسير تصيب كل المجتمعات لا تفرق بين مجتمع راقي ومجتمع نامي، وتصيب جميع فئات الشعب لا تميز بين غني وفقير، كما تصيب جميع الاعمار فتصيب الشباب وكبار السن.

لذا من الضروري التوعية بهذا المرض والتعرف على أبرز أسبابه وأعراضه وطرق العلاج.

ما هي البواسير؟

البواسير عبارة عن تمدد الأوعية الدموية داخل الشرج، نتيجة امتلائها بالدم، فيبدأ ينزل بها للخارج.

وقد ينشأ المرض داخل المستقيم وتسمى “بواسير داخلية” أو تحت الجلد حول الشرج وتسمى “بواسير خارجية”.

د.رضا عز: السمعة السيئة لأمراض الشرج تجعل المرضى يترددون قبل العلاج

أسباب البواسير

تتمدد الأوردة المحيطة بالشرج نتيجة التعرض للضغط، فتنتفخ أو تتورم، فتنشأ البواسير نتيجة لزيادة الضغط بسبب:

1- “الحزق،” والذي يصاحب الإمساك المزمن والقولون العصبي.

2- أثناء الولادة الطبيعية للسيدات، حيث يؤدي الحزق إلى الضغط على قناة الشرج والمستقيم فيسبب احتقان دموي.

3- الجيم وحمل الأوزان الثقيلة “الاوفر ويت”، فإذا كنت في الجيم ووجدت أن عروق رقبتك تنتفض اعرف أن ما يحدث في الرقبة تتعرض له منطقة الشرج.

وكذلك في حال تناول أطعمة سبايسي في نفس الوقت فهنا بالفعل حدث إثارة لقناة المستقيم والشرح مما ينتج عنه البواسير.

4- الإمساك، فالإمساك يسبب ضغط على الغشاء المخاطي المبطن لفتحة الشرج وتبدأ الأوعية الدموية تمتلئ بالدم نتيجة الضغط عليها من الإمساك.

وتبدأ البواسير داخلية والدم ثقيل كلما يزيد يأخذها والغشاء المخاطي ويحدث السقوط وهو درجة من درجات البواسير.

5- السمنة.

6- الولادات المتكررة.

7- العامل الوراثي.

8- العادات الغذائية السيئة مثل تناول أكل بدون ألياف.

9- عدم ممارسة الرياضة.

10- الجلوس لفترات طويلة في دورات المياه، فإذا لم يقضي الشخص حاجته في خلال 3-4 دقايق يجب أن يخرج.

البواسير

الفرق بين أعراض البواسير والشرخ الشرجي

معظمنا لا يستطيع التفرقة والتمييز بين أمراض الشرج، فقد يكون الشخص مصاب بالبواسير في حين أنه يعتقد أنه مصاب بشرخ، لذا سنوضح الفرق بين أعراض كلاهما:

أعراض الشرخ الشرجي:

1- الاحساس بألم شديد عند التبرز، وفي بعض الأحيان قد يصل الأمر إلى أن الألم يمنع المصاب من التبرز.

2- نزول دم من فتحة الشرج بعد التبرز.

3- وجود دم حول البراز.

4- قد يتسبب الشرخ الشرجي في حكة شرجية.

5- وجود دم أو إفرازات ذات رائحة كريهة في الملابس الداخلية.

6- وجود شرخ واضح في الجلد حول منطقة الشرج.

7- ظهور نتوء صغير أو أثر في الجلد قرب منطقة الشرخ الشرجي.

أما أعراض البواسير تتمثل في:

1- النزيف غير المؤلم أثناء حركة الأمعاء.

2- الحكة أو التهيج في منطقة فتحة الشرج.

3- الألم أو الإحساس بعدم الراحة.

4- البواسير الظاهرة والبارزة خارج فتحة الشرج.

5- انتفاخ حول الفتحة الشرجية.

6- نتوء مؤلم أو شديد الحساسية بجانب فتحة الشرج.

7- تسرب البراز.

الشطة والبواسير

الشطة بريئة مما لحق بها وأنها السبب في الإصابة بالمرض، فالإحصائيات تشير إلى أن الهند بها أقل نسبة إصابة بالمرض وأمراض الشرج على الرغم من أنها مشهورة بالشطة والتوابل.

بالتالي يمكنك أكل الشطة لكن تأكد أنك ليس مريض شرج قبلها. فتصنيف الشطة أنها مادة تسبب نوع من أنواع تهيج الاحساس بداية من فم المتلقي حتى خروجها مع عملية الإخراج، ولا يحدث لها هضم أو امتصاص.

لكن ما يحدث أن ساندوتش البرجر على سبيل المثال وما يحتويه من مواد سبايسي تتجمع وتخرج مرة واحدة عند عملية الإخراج.

بالتالي إذا كان الشخص ليس مريض شرجي ستخرج عادي لكن في حالة أن الشخص مريض شرجي سواء التهاب، بواسير، شرخ، ناسور هنا تحدث المشكلة.

فهذه المادة تعلن عن هذا المرض وتعمل على إثارته وتهيج الأنسجة ويبدأ الألم، فيقول الشخص أن الإصابة جاءت نتيجة تناول الشطة.

درجات البواسير

هناك 4 درجات لها:

  • درجة اولى داخلية ودرجة ثانية يكون بها سقوط لكن يعود تلقائيا بعدما ينتهي المريض من عملية الإخراج،
  • وإذا اضطر المريض لدفع السقوط بيده تلك هي الدرجة الثالثة.
  • وإذا لم يرجع السقوط هي الدرجة الرابعة.

وهناك علامات تحذيرية لابد أن يضعها المريض في الاعتبار ويتوجه للطبيب حتى لا يصل لمرحلة المضاعفات وهي؛ الألم عند الإخراج، الحكة، ملاحظة وجود دم في نهاية الإخراج.

بواسير صامتة

وهناك أعراض وعلامات للإصابة، لكنها قد تكون صامتة، فيعاني المريض من بواسير درجة ثالثة ولا يشعر، وقد ينزف ويكون الدم غير مرئي في البراز، وينتهي به الأمر إلى الإصابة بالأنيميا ويصل المريض لمضاعفات البواسير دون أن يشكو.

لذا إذا كان المريض يعاني من ألم في الشرج ونزيف أو أنيميا غير معروفة السبب، عليه أن يراجع الطبيب فقط تكون بواسير صامتة دون أن يدرك.

البواسير.. الأسباب وطرق العلاج

طرق التشخيص

التشخيص أمر سهل، ولا يستدعي الإحراج، فيتم اكتشاف البواسير في دقيقتين، فيمكن تشخيص البواسير بمجرد النظر لفتحة الشرج إذا وصل المريض للدرجة الثالثة أو الرابعة.

والحالة الوحيدة التي يضطر فيها الطبيب إجراء منظار شرجي هما الدرجتين الأولى والثانية، مؤكدًا أن المنظار لا يسبب أي ألم.

العلاج

المشكلة التي تواجه العديد من المرضى هي عدم الرغبة في الخضوع لأي عملية بسبب الخوف من الألم وفترة ما بعد العملية.

وهذا ناتج عن السمعة السيئة لعمليات البواسير بالطريقة التقليدية وما يترتب عليها من ألم فضلاً عن عودة البواسير مرة أخرى.

ومن الضروري زيادة الوعي بخطورة تأخر العلاج، لأن النزيف قد يحمل في طياته أمراض خبيثة، فإذا لم يتم التعامل معه بجدية وإجراء الفحوصات اللازمة قد يصل المريض لدرجة يصعب معها الاستئصال.

والحل يتمثل في اتباع الطرق الحديثة في العلاج والتي تتميز بسرعة الشفاء وآلام أخف بكثير ونسبة الارتداد تكاد تكون معدومة مقارنة بالطرق التقليدية الأخرى.

والخطوة الأهم في العلاج هي الكشف المبكر لمعرفة الدرجة اللي تم الوصول ليها في البواسير وتحديد الطريقة الحديثة للعلاج. خاصة أن جراحات الشرج أصبحت من الأمور البسيطة على مستوى العالم.

ومن الطرق الحديثة للعلاج الربط عن طريق الموجات فوق الصوتية أو من خلال استئصال البواسير بالدباسة، فلا يوجد جرح أو ألم أو نزيف، والعملية تتم في خلال 20 دقيقة فيتم ربط الشريان الشرجي وتنتهي المشكلة.

وفكرة الدباسة مبنية على السقوط الشرجي أي في الدرجة الثالثة والرابعة من درجات أمراض الشرج.

وكلا الطريقتين لهم نفس التأثير والمميزات، واختيار واحدة منهم يتوقف على الطبيب المعالج عند تشخيص الحالة.

المنظار الشرجي

الاتجاه الأول في العلاج يرى أن البواسير عبارة عن أوردة دموية يولد بها الجميع، فعندما تمتلئ بالدم يظهر المرض، ووجدوا أن الحل هو منع الدم عن البواسير، فجاءت فكرة ربط الشريان الشرجي، دون داعي لقص الباسورة كما يحدث في الطريقة القديمة.

وهذه الفكرة تعتمد على ربط الشريان الشرجي من خلال دخول المنظار في الشرج، وهذا المنظار يوجد به “دوبلر” عندما يصل للشريان الشرجي يصدر إشارة، فيتم إدخال إبرة وقفل الشريان.

ونتائج الجراحة تظهر فورًا أثناء العملية، ولا تستغرق أكثر من 20 دقيقة، يتم خلالهم ربط 6 شرايين في المحيط الشرجي، فتعود البواسير إلى طبيعتها.

كما أن المريض يخرج من المستشفى بعد إجراء المنظار الشرجي بساعتين، أو ثاني يوم من العملية على أقصى تقدير.

والمنظار الشرجي يتغلب على عيوب الجراحة التقليدية سواء في وجود الجرح أو الألم الشديد، أو حدوث السلس البرازي، وهروب الغازات، والأهم من ذلك أن البواسير لا ترتد مرة أخرى للمريض.

والربط في المنظار الشرجي يكون في المنطقة غير الحساسة، عكس الطريقة القديمة الاستئصال يكون في المنطقة الحساسة، لذا يعاني المريض من ألم لا يوصف.

التدبيس

الاتجاه الثاني في العلاج يرجع البواسير إلى سقوط الغشاء المخاطي، فيأخذ الأوردة لأسفل فتبدأ تطول وتلتف حول بعضها مسببة الدوالي أو البواسير.

ولكي يتم العلاج لابد من إعادة الغشاء لمكانه، من خلال استخدام دباسة وإسقاط البواسير في محيط الدباسة وغلق الدباسة عليها.

وذلك عن طريق لف الجهاز 360 درجة في الشرج، وقص البواسير الساقطة ثم التدبيس، بحيث لا يسقط الغشاء المخاطي مرة أخرى.

وفكرة الدباسة مبنية على فكرة السقوط الشرجي للدرجة الثالثة والرابعة، فعندما يعاني المريض من سقوط فأفضل علاج هو الدباسة.

ولكن إذا كان في الدرجة الأولى أو الثانية فالأفضل له هو المنظار الشرجي”. ومزايا الدباسة هي نفسها مميزات الربط الشرجي.

مزايا الطرق الحديثة في العلاج

الطرق الحديثة في العلاج ليها مميزات وهي:

  • أنها لا تؤثر على العضلة على عكس الطرق القديمة في العلاج.
  • المريض لا يشتكي من أي أعراض جانبية، لأنه لا يتم التعامل مطلقاً مع العضلة.
  • تناسب جميع المرضى وجميع الأعمار حتى مرضى الكبد والسكر.
  • عدم وجود ألم نتيجة لأن الاستئصال يتم في المنطقة الغير حساسة مهم.

ارتداد المرض

الطرق القديمة في القضاء على البواسير هي عامل رئيسي لعودة الإصابة بها مرة ثانية بعد فترة لأنها تعالج النتيجة ولا تعالج السبب.

لذلك المريض الذى أجرى العملية بالطريقة القديمة ترتد 100% عاجلاً أم آجلا.

والحديث عن أن الليزر هو العلاج الأمثل لأمراض الشرج مجرد خدعة، والدليل على ذلك أن نسب نجاح الليزر في علاج أمراض الشرج لا تتعدى الـ60%.

لكن الأفضل هو استخدام الطرق الحديثة في العلاج مثل ربط الشريان الشرجي والذي يعتمد على اكتشاف الشريان الشرجي باستخدام الموجات الصوتية “دوبلر”، أو الدباسة.

الوقاية

للوقاية من الإصابة بالمرض يحب الحفاظ على ليونة البراز وعدم حدوث الإمساك وذلك باتباع الآتي:

– تناول أطعمة غنية بالالياف.

– شرب الكثير من السوائل.

– تناول المكملات الغذائية المحتوية على الألياف.

– تجنب الإجهاد أثناء التبرز.

– تجنب الجلوس لفترات طويلة.

– ممارسة الرياضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى