كتبت: سماح عاشور
مرض انفصال الشبكية من الأمراض الخطيرة التي قد تؤدي إلى فقدان النظر والعمى. ويصيب المرض مختلف الفئات العمرية وخاصة الأعمار المتوسطة والمتقدمة. ويحدث في الأشخاص الذين يعانون من قصر البصر أو من لديهم تاريخ عائلي مع المرض.
قال الدكتور أحمد المعتصم، أستاذ طب وجراحة العيون، إن شبكية العين عبارة عن أنسجة رقيقة جداً، توجد في الجزء الخلفي من العين، من خلالها نستطيع رؤية تفاصيل الأشياء من صور وأجسام، موضحًا أن انفصال الشبكية هو تحرك الشبكية من مكانها الطبيعي فتصبح الرؤية غير واضحة.
الفئات المعرضة للإصابة
وأفاد بأن الأشخاص الذين يعانون من قصر حاد في النظر هم الأكثر عرضة للإصابة بانفصال الشبكية المرتبط بتقدم السن، وإن كانت احتمالات الإصابة ضئيلة، كما أن الخضوع لجراحة سابقة في العين، مثل جراحة إزالة إعتام عدسة العين، قد يجعل الشبكية أكثر عرضة للتلف، لذا إذا شكّ طبيب العيون بوجود انفصال في الشبكية، فإنه يجري فحصاً لمؤخرة العين للتحقق من ذلك.
أعراض الانفصال الشبكي
وأضاف:”مع التقدم في العمر قد ينكمش الجسم الزجاجي بقوة فيؤدي إلى تمزق الشبكية، وهذا الإنفصال الشبكي قد يسبب فقدان الإبصار، وعادة ما تكون عين واحدة مصابة”، لافتًا إلى أن هناك عدة علامات تكشف الإصابة بالانفصال الشبكي ومنها ظهور مفاجئ لأجسام طافية أمام العين، أو نقاط سوداء أو بقع أو خطوط تطفو ضمن مجال الرؤية.
وتابع أن الشخص المصاب بالانفصال الشبكي قد يلاحظ شكلاً واحداً كبيراً أسود يطفو ضمن مجال الرؤية مثل ذبابة، أو ومضات ضوء قصيرة مفاجئة لا تتجاوز مدتها ثانية واحدة أمام العين المصابة، أو رؤية ظل معتم يظهر كستارة من الجانب الخارجي لمجال الرؤية في العين المصابة، وتكون الرؤية مشوشة.
علاج الانفصال الشبكي
أكد على أهمية العلاج الفوري لخفض احتمالية الفقدان الدائم للبصر، مشيرًا إلى أن العلاج يعتمد العلاج بشكل أساسي على الجراحة، حيث أن قطرات العيون لا تساعد في علاج هذه الحالة.
وأوضح أن جراحة إنفصال الشبكية قد تنجح، وأحيانًا قد تحتاج الحالة إلى جراحة أخرى مكملة، مضيفًا أنه إذا كان ترك انفصال الشبكية دون علاج قد يؤدي إلى فقدان البصر بالكامل، فإن الجراحة قد يكمن فيها بعض المخاطر مثل العدوى أو النزيف أو زيادة ضغط العين أو الكتاراكت، مؤكدًا أنه كلما زادت شدة وحاجة الإنفصال الشبكي كلما زادت صعوبة استعادة القدرة على الإبصار.
واستطرد:”هناك بعض الحالات التي تحتاج إلى الليزر أو التجميد الذي يساعد على لصق الشبكية في مكانها على الجدار الخلفي للعين من الداخل، وهناك بعض الحالات الأخرى التي تتطلب جراحات أوسع لشفط السائل المتسرب تحت الشبكية أو لدفع الجزء المتمزق منها إلى مكانه الطبيعي”.