قال الدكتور محمد عيد، استشاري أمراض النساء والتوليد والحقن المجهري، إن السيدة معرضة للإصابة بالأنيميا بشكل كبير خلال الحمل والرضاعة، فالسيدة أثناء الحمل تكسب حوالي من لتر ونصف إلى لترين دم زيادة بجسمها، بالتالي هذا الدم محتاج أن يعوض بالعناصر التي تغذيه بالأنسجة، ومن ضمن العناصر الهيموجلوبين وهو مكون الحديد مع البروتين، ومن هنا لكي يزيد الدم تزيد الأنيميا فلابد من تعويض ذلك حتى لا تخسر السيدة من كمية الحديد الموجودة بجسمها الأصلي وتؤثر عليها وعلى الجنين.
وأوضح أن الأنيميا سبب على الأغلب نقص الحديد، وهناك أنواع أخرى من الأنيميا تشخص قبل الحمل وهي الأنيميا الخبيثة أو الأنيميا المتعملقة مثل أنيميا الثلاسيميا أو المنجلية، وتعتبر أمراض وغالبًا نعرفها قبل الحمل.
أنيميا نقص الحديد
وأشار إلى أن أعراض هذا النوع من الأنيميا معروفة؛ صداع باستمرار، نهجان، شحوب، همدان، انخفاض الضغط، زيادة ضربات القلب، انعدام التركيز، النسيان، عدم التحصيل الدراسي، ونؤكد تلك الأعراض بتحليل صورة الدم، عن طريقها نعرف أنها أنيميا نقص الحديد وليس أنواع أخرى.
وأضاف:” يمكن أن تدخل الحامل بأنيميا عادية، وأثناء الحمل يأخذوا مركب الحديد، وفي المنتصف نكتشف أن الحديد يقع وهنا نبحث عن المشكلة والتي لا تقتصر على الهيموجلوبين الذي يقع نتيجة وقوع عناصر أخرى مثل ب12، أو الفوليك، أو مشكلة تؤدي لتكسير الحديد وهي الأنواع الأخرى من الأنيميا، والتي لا يؤثر فيها الحديد، فالسيدة تأخذ الحديد ورغم ذلك الأنيميا موجودة، لأنه لا يصنع داخل الجسم.
الإمساك والحديد
وأفاد بأن الحديد مرتبط بالبروتين في الجسم وعن طريق المعدة، فيسبب إمساك غير الغثيانن لذلك عدد كبير من السيدات الحوامل يرفض أخذ الحديد أثناء الحمل، ناصحًا في هذه الحالة بتناول الملينات الطبيعية مثل شرب الماء بكثرة، الخضار كالجرجير والخس والخيار، والمشي مفيد جدا للحوامل خاصة في أول 3 شهور فيحسن الدورة الدموية والحالة المزاجية، مؤكدًا على أهمية اختيار نوع الحديد الذي لا يسبب إمساك.
الفوليك أسيد
كما أشار الدكتور محمد عيد، استشاري أمراض النساء والتوليد والحقن المجهري، إلى إن الفوليك أسيد من العناصر التي تتوفر في كل الأشياء الموجودة حولنا تقريبًا والرخيصة فيوجد في الخبز والخضار واللوبيا، وهو مهم جدًا في حياتنا وخصوصًا أثناء الحمل.
وأوضح أن الفوليك أسيد مركب يدخل في تصنيع الحمض النووي (DNA) وهو المسئول عن انقسامات الخلية، ومع حمل السيدة يكون معدل انقسام الأجنة سريع جدًا وكبير، فنحتاج معدل تصنيع كبير حتى ينمو نمو مثالي، لافتًا إلى أن الفوليك أسيد يساعد السيدات بالأساس على الحمل لأنه يساعد على انقسامات الخلية داخل المبيض، لذا يجب ان تأخذه السيدة قبل الحمل.
وأضاف:”اكتشفنا أن الحامل التي أخذت فوليك أسيد قبل الحمل، البويضة تنقسم بشكل جيد جدًا، جودة البويضة عالية، والجنين سليم وتستكمل فترة حملها بأمان”، لافتًا إلى أن الدراسات توصلت إلى أن نقص الفوليك أسيد بالجسم يؤدي إلى إجهاض متكرر، لذلك ننصح كل الحوامل بالحرص على تناوله بانتظام واستمرار قبل الحمل وأثناء الحمل في أول 3 أشهر.
وشدد على أهمية معادن مثل فيتامين سي، الزنك، السيلينيام، النحاس، فيتامين ايه، وتلك العناصر موجودة على الأخص في الفاكهة والخضار واللحوم، لذلك ننصح الحوامل بالاهتمام بالخضار والفاكهة، والبعد قدر الإمكان عن الأدوية الموجود بها الأنتي أوكسيدنت “الفيتامينات والمعادن”، لأن الإفراط في استخدامها بمعدل معين قد يؤدي لضرر معاكس يصل لتشوه الأجنة أو إجهاض.
الزنك
أكد أن الزنك من العناصر المهمة جدًا لأن يكتمل الحمل للأسبوع 37 ونطلق عليه الحمل المكتمل، وأبحاث كثيرة أكدت أن الزنك عنصر مهم وعدم وجوده يؤدي إلى ولادة مبكرة، لأن الزنك به مواد مؤكسدة لا تهاجم الخلايا التي تؤدي لانقباض الرحم، بالتالي الرحم يظل في سكون وخمول ووزن الجنين مثالي، حتى نصل لمرحلة الولادة بامان.
وتابع أن الزنك موجود في اللحوم، بعض الألياف مثل الفاصوليا، اللوبيا، وموجود بقدار قليل في البروتين النباتي مثل الفول، العدس، لافتًا إلى أن من المهم أن نحصل على البروتين من مصدر حيواني لأن الأنسجة في الجسم عبارة عن بروتين، بالتالي السيدات التي ترفض تناول اللحوم في فترة الحمل عليه أن تعوض ذلك عن طريق تناول البيض، اللبن.