قال الدكتور أسامة حتة، أستاذ الأشعة التداخلية بكلية طب جامعة عين شمس، إن أوردة الجسم أو الساقين تنقسم إلى نوعين من الأوردة عميقة وسطحية نسبة إلى الجلد، فالأوردة العميقة داخل الساق بعيدة عن الجلد، أما النوع الثاني وهو الأوردة السطحية تكون تحت الجلد مباشرة، لها قطر صغير ويكون بها صمامات تشبه الأنابيب المطاطية، وهذه الصمامات موجودة داخل الأنابيب المطاطية تسمح بمرور الدم من أسفل لأعلى أي من الساق لأعلى في اتجاه القلب، وتمنع تلك الصمامات نزول الدم مرة أخرى لأسفل بالجاذبية الأرضية عند وقوف الشخص، ويرجع في الاتجاه المضاد، فالدم يبدأ يتراكم في الوريد، وبما أن الوريد أنبوبة مطاطية قطره يبدأ يكبر، وأول ما يزيد القطر تبدأ تطول وتتعرج ويظهر منظر الدوالي الساقين.
وأضاف:”نرى دوالي الساقين في الوظائف التي يكون مطالب فيها الشخص بالوقوف أو الجلوس لفترات طويلة مثل المدرس الحلاق، كما تصيب السيدات بنسبة أكبر من الرجال نتيجة جزء هرموني وجزء جيني وخاصة بعد الولادة، فتظهر دوالي الساقين على هيئة عروق زرقاء تحت الجلد، مثل التعابين”.
وأكد دكتور أسامة حتة، أن علاج دوالي الساقين ليس رفاهية لمجرد تحسين المنظر فقط، لكن مرض الدوالي يتطور ففي المرحلة الأولى يكبر حجمه وتظهر الدوالي تحت الجلد، وفي المرحلة الثانية يزيد تضخم الوريد ويبدأ يتسرب جزء من الدم تحت الجلد فنجد جلد الساق يبدأ لونه بني ويحدث تورم في الساقين، وفي المرحلة الثالثة أنسجة الساق تفقد حيوتها لأن الدم لا يرجع بصورة جيدة، أما الدرجة الرابعة هي القرحة الوريدية، بالتالي دوالي الساقين تتدرج من منظر غير لطيف إلى متاهة وهي القرحة، مشيرًا إلى أن علاج الدوالي الساقين في المراحل الأولية ليس رفاهية لقطع حلقة التطور ولا نصل للمضاعفات ونصل للقرحة الوريدية.
وبالنسبة لأسباب ضعف أوردة الساق، قال دكتور أسامة حتة، قد تكون أسباب هرمونية تغير الهرمون بالجسم لشخص عنده استعداد لضعف هذه الاوردة، وتظهر الدوالي في السيدات بعض الحمل والولادة المتكرر وهذا جزء جيني، وقد تكون بسبب الوظائف التي يعملها الانسان، ومن ثم لا يوجد سبب واحد لكن عدة نظريات مؤداها حدوث ضعف الأوردة والدوالي.
وأشار إلى أن العلاج التقليدي لدوالي الساقين، هو أن الجراح يفتح وينزع الوريد المتمدد، وهنا تحل الأوردة العميقة محل الاوردة السطحية، ولا تتأثر القدم، لكن من خلال الأشعة التداخلية لا يتم إزالة الوريد ونتخلص منه بصورة سلمية دون جراحة أو فتحات، فالوريد نتستطيع رؤيته بالموجات الصوتية والدوبلر الملون، وندخل فيه بما يسمى قسطرة الليزر، وهي قسطرة حجمها دقيق جدا 1 مل تدخل في الوريد من تحت الركبة من أسفل لأعلى حتى نصل لهذا الوريد عند أعلى الفخذ، ونصل القسطرة بجهاز ليزر ونكوى الوريد من الداخل بالليزر، والمريض يرتدي بعدها شراب ضاغط.
وأفاد بان الفتحة التي ندخل منها مثل شكة الإبرة، وهذا الإجراء يتم تحت بنج موضعي، ويأخد حوالي نصف ساعة، والمريض يتحرك فورًا بعد التدخل، ويرتدي شراب دوالي لمدة 3 أيام متصلة، ثم لمدة أسبوعين يرتديه في الصباح ويخلعه في الليل، وتنتهي المشكلة والدكتور يرى المريض بعد شهر والأوردة كأنها لم تكن موجودة، لافتًا إلى أنه يتم علاج الدوالي الكبيرة ثم الفروع الكثيرة المتفرعة، ومن ثم الأوردة الفرعية تموت، ولو بقي أوردة فرعية جدًا تحت الجلد، نحقن بمادة رغوية مكملة يمكن نستعمل سرنجة الأنسولين، مادة صمغية نحقنها لنلغي الأوردة ونحافظ على المنظر بدون دوالي أو أوردة فرعية.
وأوضح أنه قبل الكي نجري خريطة نرى المريض جيدًا بالدوبلر الملون، نرى كل الأوردة السطحية والأوردة الموجود بها خلل في الصمامات، ونكون على دراية بالأوردة التي تكوى والشرايين التي تحقن، وذلك في نفس الجلسة، لافتًا إلى أنه ما بين الأوردة السطحية والعميقة يوجد وصلات وريدية صغيرة تساعد على الدوالي، وهنا نحدد الأجزاء التي بها تسريب من الوريد العميق للوريد السطحي ونكوي جميع الوصلات، وهذه العملية تأخذ من نصف ساعة لساعة، وبعد العملية يتحرك المريض فورًا لأن البنج موضعي وبدون ألم.
واستطرد:”أما في الحالات المتقدمة جدًا التي فيها كل الأنسجة متمددة ومتعرجة مما يستحيل معه الليزر، وهنا المريض ترك نفسه لفترات طويلة ولا تصلح معهم الأشعة التداخلية”.