
كتب: أحمد فاخر
يقول الدكتور أحمد المراغي، أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة، إن إتزان جسم الإنسان يعتمد على كلٍ من العين والجهاز الحسي والمخيخ بالإضافة للأذن الداخلية، وجميعهم يجب أن يعملوا سوياً بكفاءة ليظل الجسم محافظاً على اتزانه.
تشخيص الحالة
ويضيف أن الإنسان يمكن أن يشعر الإنسان بالدوخة نتيجة لأسباب كثيرة، لذا فإن تشخيص الحالة مهم جداً للوصول إلى السبب الرئيسي للشعور بعدم الإتزان وعلاجه، وهذا يعتمد على الحصول على التاريخ الطبي للمريض وإذا كان مصاباً بأمراض أخرى، بالإضافة لسؤال المريض عن مدة الشعور بالدوار، وهل حدث في وضعية قائمة أم عند الاستيقاظ من النوم أم أثناء الجلوس وغيره.
التحاليل المطلوبة
ويؤكد المراغي، أن 60% من التشخيص يعتمد على كفاءة الطبيب في تحديد سبب الشعور بعدم الإتزان، إلا أننا نلجأ أحياناً لبعض التحاليل المعملية في بعض الحالات مثل الشك في إصابة المريض بفقر الدم الحاد، كما أن بعض الحالات نضطر فيها لطلب أشعة مقطعية للأذن الداخلية، وكل ذلك يكون بهدف التشخيص السليم للوصول للسبب الرئيسي للإصابة.
سبب غير معروف
ويشير استشاري جراحة الأنف والأذن، إلى أن الإنسان قد يشعر بدوار شديد يصاحبه قيء وغثيان مع عرق غزير وزيادة في ضربات القلب، إلا أن السبب غير معروف بشكل قاطع حتى الآن، ولكن هناك بعض الدراسات ذكرت أن السبب فيروسي، حيث يحدث إعادة تنشيط لإحدى الفيروسات داخل الأذن الداخلية، مما يؤدي للشعور بعدم الإتزان لفترة قد تصل لأيام متواصلة، وهذا النوع يختلف عن باقي الفيروسات، حيث لا يصاحبه ضعف في السمع، كما قد يحدث الدوار نتيجة الإصابة بجفاف أو هبوط مفاجيء في الضغط أو السكر.
ثقب الأذن
ويستطرد قائلًا:”تعرض المريض لصدمة أو حادث مفاجيء نتج عنه الإصابة بثقب أو ناسور – وهو عبارة عن فتحة غير طبيعية بين كلٍ من الأذن الداخلية والخارجية- يؤدي إلى الشعور بدوار مؤقت يستمر لبضع دقائق في أوقات محددة مثل تغير مفاجيء من ضغط مرتفع إلى منخفض أو العكس، ويمكن علاج تلك الحالة ببعض الأدوية، وإن لم يحدث تحسن قد نلجأ للتدخل الجراحي لسد هذا الثقب وبالتالي علاج الحالة بشكل نهائي.
الدوار الحميد
ويوضح دكتور أحمد المراغي، أن هناك ما يسمى بـ”الدوار الحميد” والذي يحدث نتيجة تحرك ذرات كربونات الكالسيوم الموجودة داخل سائل الأذن الداخلية مما يؤدي إلى حدوث إثارة للعصب، وهذا يحدث عند وضع المريض رأسه على وضعية معينة فيشعر بدوخة تنتهي في غضون بضع ثواني، ويأتي المريض يشكو مع عدم قدرته على النوم سوى على جانب واحد فقط، لأن عند محاولته النوم على الجانب الآخر يشعر بالدوار، وتلك الحالة لا تحتاج علاج دوائي بل يتم عمل اختبار لتشخيص الحالة، ثم القيام ببعض التمارين الخاصة بحركة الرأس يصفها أخصائي السمعيات أو جراح الأنف والأذن لتقليل تأثير حركة الذرات على عصب الأذن.
الأصوات العالية
ويؤكد أن الأذن عضو حساس بشكل كبير وتحتوي على خلايا غير متجددة مسئولة عن نقل الصوت بشكل نقي ودقيق، وبالتالي عند تعرض الإنسان لأصوات قريبة بشكل دائم نتيجة عمله بالصوتيات أو الأماكن التي بها الموسيقى طوال الوقت تتأثر تلك الخلايا، وبعضها يموت مما يؤدي مع الوقت إلى سمع طنين أو ضعف بسيط في السمع يمكن ألا يلاحظه المريض العادي ولكن يشعر به الموسيقيون والمطربون والعازفون والذين يعتمد عملهم على آذانهم في المقام الأول.