
قال الدكتور محمد أحمد خليل، استشاري طب الحالات الحرجة، والأمراض الباطنة والسكر والقلب، بعد فترة جائحة كورونا الناس أصبح لديها ثقافة عامة بأهمية الفيتامينات والاهتمام بصحتها، والفيتامينات تساهم في جودة الحياة التي نعيشها لأن نقصها يؤثر على الحياة عمومًا.
وأضاف:”يوجد فيتامينات تذوب في المياه مثل فيتامين بي وعائلته، وفيتامينات تذوب في الدهون مثل فيتامينات(أيه، ودي، وكيه)، ويوجد فيتامينات تتصنع داخل الجسم مثل فيتامين د يتصنع بمجرد تعرض الجلد لأشعة الشمس، مشيرًا إلى أن هذه الفيتامينات مظلومة لأننا لا نأخذها في احتياجاتنا اليومية أو كمكملات غذائية، ومظلومة لأننا قد نأخذها زيادة عن الحد الطبيعي.
وتابع:”فيتامينات مثل أيه مهم جدًا للطلبة خاصة لكى يرى المحتوى العلمي والمطالعة، وفيتامين د مسئول عن التمثيل الغذائي للكالسيوم وتأسيس العظام، وفيتامين كيه المسئول عن التجلط الدموي وأن الدم يحتفظ بسيولة متزنة وعوامل التجلط معتمدة عليه”.
فيتامين ب12
وأشار إلى أن فيتامين ب12 مسئول عن أكبر شبكة للموصلات الكهربائية في العالم، فالأعصاب والمخ وجدوا أنها طولها أكثر من قطر الكرة الأرضية في جسم الإنسان الواحد، موضحًا أن فيتامين ب12 يساهم في تكوين الطبقة التي تحيط شبكة الأعصاب بالكامل، ومسئول عن صناعة الدم وتصنيع خلايا الدم الحمراء، فعمر كل خلية دم من 90-120 يوم، بالتالي أي خلل فيه ينعكس على الدم.
أسباب نقص فيتامين ب12
وأفاد بأن الجسم لديه مخزون كبير جدًا من فيتامين ب12، هذا المخزون لو عندنا نقص في الحصول على الاحتياجات اليومية منه موجود في اللحوم والثروة الداجنة والأسماك، وليس له مصدر نباتي وهذا هو العجز عند الأشخاص النباتيين.
وأفاد بأن هناك بكتيريا منتجة لفيتامين ب12 تعيش في الجهاز الهضمي، وبمجرد الحصول على مضاد حيوي لفترات طويلة تقضي على تلك البكتيريا، ومرضى السكر يأخذون بشكل يومي ميتوفورمين الذي يقلل امتصاص فيتامين ب12، إضافة إلى ارتجاع المريء والحموضة ولأن فيتامين ب12 لا يمتص إلا في حموضة عالية، بالتالي أدوية الحموضة تقلل امتصاص فيتامين ب12.
واستطرد:”يوجد أسباب أخرى لنقص فيتامين ب12، وهي نقص مستقبلات فيتامين ب12 بالجسم، فإذا أخذت فيتامين ب12 عة طريق الفم لن يمتص، وهذا يتطلب ليموزين لأخذه وتوصيله، هذا الليموزين موجود في جدار المعدة، فجدار المعدة يستقبل فيتامين ب12 ويعرفه على الخلايا التي تمتصه، وهذا ما يسمى بالأنيميا الخبيثة، وعلاج تلك الأنيميا ليس الحديد إنما فيتامين ب12 وحمض فوليك أسيد.
ونوه بأن السمنة المفرطة والمرضى الذين أجروا عملية تكميم المعدة، لابد من حصولهم على مكمل غذائي يومي للحصول على فيتامين ب12، وكذلك الأطفال في مراحل النمو والسيدات في مرحلة الحمل.
وأفاد بأن فيتامين ب12 لا يمتص في المعدة، إنما يمتص في الثلث الأخير من الأمعاء، لذلك المرضى الذين أجروا عمليات في الأمعاء أو مرضى كرون، لابد لهم من الحصول على احتياجاتهم اليومية من فيتامين ب12.
وأشار إلى أن نقص مستقبلات فيتامين ب12 قد يكون بسبب أورام في الجهاز الهضمي مثل أورام المعدة، أو نتيجة استئصال جزء من المعدة، الأنيميا الخبيثة، وهي من أشهر أسباب عدم امتصاص فيتامين ب12.
أعراض نقص فيتامين ب12
قال الدكتور محمد أحمد خليل، إن أعراض نقص فيتامين ب12 لا تظهر وقت مبكر، فتأخذ وقت طويل في الظهور عندما يبدأ يقل المخزون الاستراتيجي، وعندنا تبدأ المرحلة الثانية يشعر المريض بشكشكة وتنميل، إجهاد العام، ثم المرحلة الثالثة وهي تآكل وتكشف شبكة المايلن التي تحاوط الأعصاب، فتبدأ الأعصاب تتجرد جزئيًا من المايلين، فتبدأ الآلام المبرحة، ويصاب الشخص بأمراض مناعية ونقص مناعة، ويتعرض للعدوى بشكل متكرر، واكتئاب ومتلازمة الإجهاد والعام، والانيميا، وجميعها أعراض لنقص فيتامين ب12.
ونوه بأن هذه الأعراض متداخلة مع بعض الأمراض الأخرى، لكن هناك بعض الفئات مرشحة لنقص فيتامين ب12 مثل مرضى السكر، لابد له أن يأخذ فيتامين ب12 كمكمل غذائي كامل، والأشخاص بعد من 65 أثبتت الدراسات أنهم يحتاجون إلى جرعات يومية من فيتامين ب12، وأعراضه مشهورة في تلك المرحلة العمرية هي؛ تنميل وآلام وإجهاد، لافتًا إلى أننا في حاجة لدعم خارجي من فيتامين ب12 في فترات كبيرة من حياتنا.
وأشار إلى أن التهاب الجهاز العصبي اللاإرادي، يسبب آلام صامتة، لذا نحذر مريض السكر بألا يمشي حافي القدمين حتى لا يدخل شيء في رجله دون أن يشعر، والأخطر من ذلك بأنه قد يصاب بذبحة صدرية وأمراض القلب دون ألم، وجلطات صامتة في القلب دون أن يشعر بأي ألم أو أعراض، لافتًا إلى وجود مؤشرات لاعتلال الجهاز العصبي اللاإرداي، وهي أن يكون جالس وأثناء وقوفه فجأة يصاب بدوار وانخفاض الضغط، وتكون ضربات القلب غير متكافئة من المجهود المبذول.
ولتشخيص التهاب الجهاز العصبي اللاإرادي، يمكن إجراء تحليل بول على الزلال الميكروسوكوبي، وإذا كانت النتيجة بوجود فيعني ذلك وجود اعتلال للكلى بسبب السكر على مستوى الأوعية الدموية الدقيقة، بالتالي 29% من هؤلاء الأشخاص معرضون للإصابة بجلطات صامتة في القلب ومرشحين لأمراض القلب.