أشهر الأمراض التي تصيب عيون الأطفال.. وللأم احذري التهاب الشبكية الخداجي

كتبت: سماح عاشور

قال الدكتور مصطفى المنحلي، استشاري جراحة الشبكية والجسم الزجاجي وأمراض شبكية الأطفال، إن هناك أمراض كثيرة تواجه الأطفال بعد الولادة، وللأسف معظم الأهالي لا يعرفون عنها شيء، وكذلك لابد من التوعية حتى على المستوى الطبي، لأن بعض الأطباء ليس لديهم خلفية عن الأمراض التي تصيب عيون الأطفال.

رؤية الطفل بعد الولادة

وأشار إلى أن الطفل مولود يرى، لكن جزء النظر معتمد على شقين، شق أن العين عبارة عن جزء استقبال والإنسان يرى بالمخ وليس بالعين، فالإشارات ترسل من العين عن طريق العصب البصري للمخ ثم يبدأ الإنسان يرى الصورة، فهذا يحتاج وقت للنمو، لأن الإنسان يرى عن طريق الذاكرة، فيرى الصورة مرة واثنين فيبدأ المخ يعود نفسه أن هذا الشكل هو صورة كذا، ثم يبدأ يتكلم فيتعلم أن هذا المسمى الفلاني.

وتابع:” الطفل يتولد يرى لكنه يرى في شكل شادو “ظل” ليس لها تفاصيل وهذا ناتج عن عدم اكتمال الجهاز العصبي، كما أن العين حجمها صغير فالطفل لديه طول نظر كبير نسبيًا، لكنه يقل في أول سنة تقريبًا، فيبدأ رؤية الصور ويعرف تفاصيل الأشياء، ومن أول الشهر 3-4 الطفل يعرف يمسك أشياء خفيفة ويقربها من عينه.

واستطرد:”على الشهر السادس الطفل يكون اكتسب رؤية واضحة فيرى الأشياء الموجودة في الأرض، ويوجد اختبار يعتمد على وضع ألعاب ملونة في الأرض والطفل يحبو لالتقاطها لنتأكد أنه يرى بشكل جيد.

أشهر الأمراض التي تصيب عين الطفل

وأضاف المنحلي،أن أكثر الأمراض التي تصيب عين الطفل بنسب عالمية المياه البيضاء الخلقية، التي تصيب الأطفال بنسبة 1 لكل 1500 طفل حديثي الولادة، تأتي بعدها المياه الزرقاء الخلقية ونسبتها 1 لكل 10000 طفل، ثم أورام شبكية الأطفال ونسبتها 1 لكل 18000 طفل، وهناك أمراض نسبتها أقل مثل عتامات القرنية، أو عدم اكتمال جزء من الشبكية أو من العصب البصري،وذلك في الأطفال العادية التي تولد بعد 9 أشهر ووزنها جيد أكثر من 3 كيلو.

التهاب ميكروبي في الشهر الأول

ولفت دكتور مصطفى المنحلي، إلى وجود التهاب يصيب الأطفال في الشهر الأول يسمى “الالتهاب الميكروبي” والعلاج هنا يعتمد على القطرات، محذرًا من خطورة ما ينتهجه البعض من تكحيل الطفل بمياه البصل قائلًا:”في الماضي كانوا يستخدمون مادة سيلفر نيتريت كنوع من الوقاية من الميكروب الذي  يكتسبه الطفل أثناء الولادة الطبيعية، لكنهم اكتشفوا أنها تسبب التهاب شديد لعين الطفل خلال أول 48 ساعة رغم أنها كانت تستخدم للوقاية، بالتالي مياه البصل والكحل تكاد تكون ملوثة وتسبب أضرار جسيمة نحن في غنى عنه، ولقتل البكتيريا الموجودة يوجد الآن قطرات تستخدم منذ الشهر الأول.

التهاب الشبكية الخداجي

وتابع استشاري جراحة الشبكية، أن الأطفال المبتسرين المولودين مبكرًا وناقصي النمو، بمعنى أنهم يولدوا أقل من الشهر التاسع وأقل من 2500 جرام، فغالبًا يولودون بالتهاب في الشبكية، ويسمى التهاب الشبكية الخداجي، ويحدث نتيجة عدم اكتمال نمو الأوعية الدموية في الشبكية، موضحًا الطبيعي أن الأوعية الدموية تنمو من العصب البصري وتبدأ تنمو ناحية أطراف الشبكية بحيث تغذي كل الشبكية، وتصل للأطراف من الأسبوع 36-40 أي بداية الشهر التاسع، بالتالي مع الولادة المبكرة يكون جزء من الشبكية غير مكتمل، ولابد في هذه الحالة من فحص الطفل لدى طبيب عيون وفق البروتوكول العالمي في الأطفال المولودين قبل 32 أسبوع أو زنه أقل من 2500 جرام، إضافة إلى الفحص الدوري مع طبيب العيون.

وأوضح أن مواعيد الفحص الدوري تحسب كالآتي: نضع على عمر الطفل الرحمي 4 أسابيع أو أن يكون عمره 32 أسبوع، بمعنى لو الطفل مولود 26 أسبوع نضع على عمره 4 أسابيع فيكون موعد الفحص عند 32 أسبوعوهكذا.

وذكر دكتور مصطفى المنحلي، أنه كلما قل وزن الطفل وقت الولادة كلما كانت حدة المرض أعلى، وهذا في الأطفال الأقل من 1500 جرام، ومن الوارد أيضًا أن يصاب الطفل بالتهاب الشبكية الخداجي في عمر أكبر من 32 أسبوع وأكثر من 1500 جرام، لكن الوضع العام لهم ضعيف مثلًا يعاني الطفل من التهاب حاد في الرئة، وتم وضعه على جهاز تنفس صناعي، أو نقل دم له، فكل تلك العوامل تؤثرعلى اكتمال الأوعية الدموية للشبكية.

مراحل التهاب الشبكية الخداجي

وأفاد بأن التهاب الشبكية الخداجي، ينقسم لـ5 مراحل والمهم أن نكتشف المرض في المرحلة الثالثة، ففي المرحلتين الأولى والثانية يوجد شكل معين للأوعية الدموية في أطراف الشبكية وهي حالات لا تحتاج العلاج ولكن تحتاج المتابعة، لأم هذا المرض لو أصاب 100% من الأطفال المبتسرين ووزنهم أقل من 1500 جرام  قبل 32 اسبوع فـ85% من الأطفال يخفوا بمفردهم والأوعية الدموية تكمل لأطراف الشبكية، لكن المشكلة في الـ15% المتبقيين أن المرض يزيد، ويمكن أن يتحول من المرحلة الأولى والثانية إلى المرحلة الثالثة وهنا يحدث نمو لأوعية دموية عشوائية لتغذية الأطراف، وهذه الأوعية الدموية العشوائية هي المشكلة الرئيسية، فيحدث بها تليف وتشد على أطراف الشبكية وتصل للمرحلة الرابعة والخامسة، وهي المرحلة التي يحدث خلالها الانفصال الشبكي سواء جزئي أو كلي، وللأسف النتيجة حتى بعد العلاج لن تكون مرضية أو مجدية.

وأشار إلى أن التهاب الشبكية الخداجي أكثر سبب للعمى على مستوى العالم في الأطفال، في حين أن هذا العمى يمكن أن نتفاداه ونقلل نسبته جدا لو اتبعنا الوسائل العالمية، وهي أمور بسيطة تتعلق بالفحص في أوقات معينة.

واستكمل:”لو الطفل ولد في الشهر الثامن أو السابع نبدأ نتابع حالة الشبكية، فإذا ولد في  الأسبوع 27 مثلاً نزود الـ4 أسابيع ونفحص الطفل في الحضانة دون حاجة لان يخرج الطفل، حتى وإن احتاج الطفل لعلاج في المرحلة التالية وهو مازال في الحضانة يتم الاتفاق بين الحضانة وطبيب الأطفال حتى وإن تطلب الأمر انتقال الطفل بحضانته لغرفة العمليات لأنها لا تحتاج في العلاج لأكثر من 5-10 دقائق في المرحلة الثالثة، ثم يعود الطفل للحضانة، وهذا الاجراء يحافظ على نظر الطفل 6/6، لو أخد العلاج اللازم.

علاج التهاب الشبكية الخداجي

وأوضح:”في هذه المرحلة العلاج ينقسم لجزئين؛ إما حقن الجسم الزجاجي بمادة مضاد عامل بطانة الأوعية الدموية، وتأخذ في حدود 4-5 دقائق، وتستخدم في علاجات أخرى لكبار السن مثل ارتشاح تقدم السن، والارتشاح السكري، وأغشية تحت الشبكية نتيجة قصر النظر الشديد، وفي الأطفال الدراسات ممتدة من 2011 بحقن الأطفال بهذه المادة  وكانت النتيجة مذهلة.

دور الأم في اكتشاف مشكلات عين الطفل

وأكد أن الأم لها دور كبير في اكتشاف مشكلات عين الطفل، وهذا يحل نسبة 80% من المشكلات التي يمكن أن نكتشفها متأخر، فالطفل إذا كان يعاني من مياه بيضاء خلقية أو عتامة أو مياه زرقاء، يمكن للأم أن تعرفها من خلال متابعة حركة عين الطفل هل يركز أم لا، والمهم هو لون حدقة العين “اللون الأسود”، والخطر لو الطفل في بياضة في عينه لأنها تحتمل أن تكون عتامة في القرنية، أو مياه بيضاء خلقية، أو تحتمل وجود مشكلة في الشبكية، أو مشكلة ي قاع العين وهي الأورام، ومن هنا من المهم النظر في عين الطفل خلال الشهور الاولى لنتأكد من أن هذه العلامات غير موجودة.

ونوه بأنه في حال اكتشاف مياه بيضاء في عين واحدة يفضل إجراء العملية ف الشهر الاول من الولادة، لأن لو في شيء مسبب عتامة النمو البصري لن يكتمل ويؤدي ذلك إلى كسل في العين المصابة وهذا يصعب علاجه.

نصائح للأم

ووجه عدة نصائح للأم:”لابد من المتابعة مع طبيب العيون، فإذا كان الطفل طبيعي ونموه طبيعي والجهاز العصبي سليم يجب أن يزور طبيب العيون في الشهر السادس وعند عمر 3 سنوات، فالزيارة مهمة في الشهر السادس، لاكتشاف أي مرض من الأمراض السابقة مبكرًا، فإذا اكتشفنا كسل العين مبكرًا حتى 10 سنوات يمكن أن نعوض ونعمل تغطية للعين السليمة، مشددًا على أهمية الفحص عند عمر الـ3 سنوات، لأنه يكتشف فيه إذا كان الطفل يعاني أي نوع من ضعف النظر أم لا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى