أشهر الأمراض التي تصيب الأجنة وطرق علاجها داخل رحم الأم
قال الدكتور محمد ممتاز، أستاذ أمراض النساء والتوليد، إن الأمراض التي تصيب الجنين تنقسم إلى جزأين؛ أمراض تصيب الجنين نتيجة عوامل وراثية أي عيوب في الكروموسومات، عيوب في الجينات، أمور تعرضت لها الأم في الـ3 أشهر الأولى أدت إلى أن البويضة عندما جاءت تنقسم لم تنقسم بصورة طبيعية وجميعها عوامل تؤثر على الجينات، فتؤدي مثل تلك العوامل إلى ولادة طفل مغولي، لافتًا إلى أنه من الصعب جدًا تفادي تلك العوامل أو منعها إنما يوجد خلال الشهور الثلاثة الأولى موجات فوق صوتية وبعض تحاليل الدم التي نكتشف من خلالها إذا كان الجنين يعاني من أمراض وراثية أو عيوب.
وأضاف أن النوع الثاني من الأمراض التي تصيب الجنين، هي أمراض تصيبه أثناء الحمل، وهذا بسبب إما تعرض الأم لأشعة أو دواء بالخطأ، أو إصابة الأم بالسكر، أو مشاكل طبية تؤدي إلى أن الجنين يعاني عيب أو مرض.
وتابع أن النوع الثالث هو أمراض تصيب الجنين نتيجة أمراض تصيب الأم، فمثًا إذا أصيبت الأم بمرض السكر، الجنين يكون متضخم جدًا، وإذا كانت فصيلة دم الأم غير متطابقة مع الجنين (آر إتش) يمكن أن يصاب الجنين بنزيف داخلي أو أن الدم يتكسر.
وأفاد بأن هناك أمراض كثيرة تصيب الجنين لكن جميعها مرتبط بعلاقة الجنين بالأم والبيئة التي تعييش فيها، لافتًا إلى وجود وسائل عديدة فيمكن إجراء تحاليل وفحوصات للأم في الشهور الأولى للحمل، نستطيع من خلالها ليس فقط معرفة أن الجنين يعاني من مرض أو عيب خلقي لكن نعرف إذا كان الجنين عرضة للمشكلة من عدمه.
وذكر أن هناك تحليل معين يتوقع بأن الجنين في الشهر السابع أو الثامن نموه غير جيد، والمشيمة لن تكون جيدة وذلك في الشهر الثالث من الحمل، بالتالي نعطي الأم أدوية تقلل من نسبة حدوث تلك المشكلة، وكذلك الحال بالنسبة للضغط أو سكر الحمل يمكن إجراء بعض الاختبارات للأم خلال الشهر الثالث أعرف من خلالها إذا كانت الأم عرضة لهذه المشكلة.
وأكد على وجود وسائل متطورة في طب الجنين لا تخبرنا فقط بأن الجنين مريض لكن التوقع باحتمالية تعرضه لأي مشكلة، ومحاولة تفاديها، لكن من المهم أن يدرك الطبيب أن الأم والجنين مسئوليته طيلة شهور الحمل وليس فقط الأم ولكن سلامة وصحة الجنين أيضًا.
التدخلات الجراحية للجنين داخل الرحم
قال الدكتور محمد ممتاز، إن طب الجنين هو طب رعاية الجنين وطب رعاية الجنين وجراحة الجنين، فالجنين عرضة لمشاكل كثيرة ونستطيع إعطاء الأم أدوية تتفادى مشاكل الجنين، وفي بعض العلاجات نعطيها للأم إذا كان فيه اضطراب في نبضات قلب الجنين، نعطي الأم بعض الأدوية تساعد على سلامة نبضات قلب الجنين، ففي بعض الأحيان الأجسام المضادة تكسر أشياء عند الجنين، فالأم تحصل على أدوية تفادي تلك المشكلة عند الجنين.
وأضاف أن الخيار الثاني هو تدخلات علاج الجنين وتشمل نقل دم للجنين إذا كان يعاني من أنيميا، أو إجراء تدخل جراحي للجنين وهو مهم جدًا لأن ذلك هو مستقبل جراحة الاجنة في العلاج، فحاليًا نجري بعض الجراحات للجنين داخل الرحم وفي المستقبل سيكون هناك تطور كبير فيما يخص هذا المجال.
وأكد أن أهم ما في جراحة الأجنة هي استخدام منظار الجنين، وهو عبارة عن جهاز يستخدم لرؤية الجنين داخل الرحم، ويمكن من خلاله إجراء بعض الجراحات والتدخلات، مشيرًا إلى وجود بعض التدخلات الوقائية للجنين كأن يعاني من عيب خلقي في العمود الفقري، المريء، الرئة، وكلها يمكن علاجها داخل الرحم من خلال منظار الجنين.
وأشار إلى وجود بعض العيوب الخلقية لا يوجد مشكلة من الانتظار حتى ولادة الجنين وعلاجها مثل عيوب القلب، فلا يوجد ضرر على الجنين داخل رحم الأم لأن الدورة الدموية معتمدة على الأم، الضرر يأتي بعد الولادة لأن الدورة الدموية باتت منفصلة عن الأم، بالتالي العيوب الخلقية للقلب يمكن الانتظار لبعد الولادة وإجراء العملية.
ونبه إلى وجود مشاكل في الجنين لابد من إجرائها داخل الرحم وإلا يتضرر الجنين بشكل كبير مثل حالات التوأم القادمين من بويضة واحدة ومشيكة واحدة، فما يحدث أن الدم يذهب من جنين إلى الآخر، وكلاهما يعاني من مشاكل أحدهما يكون ضعيف والآخر يصل له دم كثير، وعدم علاج تلك الحالة داخل الرحم يؤدي إلى تعب شديد يصيب الأجنة وقد يحدث وفاة لهم.
واستطرد: وكذلك الحال بالنسبة للعيوب الخلقية للعمود الفقري تركها دون العلاج داخل الرحم يؤدي لحدوث شلل للأطراف السفلية والمثانة، بالتالي الجراحة بعد الولادة تكون متأخرة وغير مفيدة”، مشيرًا إلى أهمية التدخل لعلاج تلك الحالات على الشهر الخامس لتفادي المضاعفات.
عوامل تساعد على نجاح جراحات الأجنة
أكد دكتور محمد ممتاز، أن جراحات الاجنة معتمدة بالمقام الأول على وقت ودقة التشخيص، والمشكلة أن من يقوم بجراحات الأجنة عددهم قليل ومراكز متخصصة يتم تحويل الحالات لهم من مراكز أخرى، فلابد أن التشخيص سليم ومبكر وفي الوقت المناسب الذي يسمح بأن التدخل الجراحي لا يسبب مضاعفات وفي نفس الوقت ناجح.
وأوضح أن فصل الأوعية الدموية بالليزر عن طريق منظار الجنين لابد من إجرائه في منتصف الشهر الخامس، وتشخيص نقل الدم بين الأجنة يكون في الشهر الرابع، لكن إذا وصل التشخيص لجراح الأجنة في الشهر السابع لا يمكن إجراء العملية.
ولفت إلى أن جراحة الأجنة دقيقة وصعبة، ولها نسبة نجاح، لكنها تنقذ الأجنة من حدوث وفاة داخل الرحم، أو حدوث إجهاض، أو ولادة مبكرة.