مخ وأعصابمقالات

أستاذ مخ وأعصاب يكشف عن أمل جديد لمرضى الصرع

كتبت: دعاء علي

اكتسب مرض الكهرباء الزائدة على المخ أو الصرع، سمعة سيئة فمنذ قديم الزمان ربطه الكثيرون بالمس الشيطاني والأمراض النفسية الناتجة عن ضغوط الحياة اليومية، وانعكس ذلك على طبيعة التعامل مع المريض فكان يتعرض للضرب والركل وحرمانه من تناول اللحوم والسكر واللبن، حتى لا يتغذى الشيطان في دواخله حسب زعمهم، ويرجع ذلك لعدم الثقافة النفسية والطبية والمجتمعية.

الدكتور حامد الخياط، أستاذ المخ والأعصاب ورئيس قسم الأطفال بجامعة عين شمس الأسبق، يكشف لـ”شفاء” حقيقة مرض الصرع وأسباب الإصابة به، فضلًا عن طرق العلاج، قائلًا إن الكهرباء الزائدة في المخ هي نفسها مرض صرع، ولكن يستخدمها الأطباء لتخفيف حدة الكلمة على المريض وأهله، حيث يفزع الأهالي عند معرفة إصابة أطفالهم بالصرع، كما أنها أخف تأثيرًا على الحالة النفسية للمرضى.

أنواع الصرع

ويضيف “الخياط”، أن أنواع الصرع مقسمة إلى جزئين؛ جزء أولي يحدث بدون سبب ولا يمثل نسبة كبيرة بين الحالات، وجزء ثانوي يمثل الأغلبية في نسب الإصابة بالصرع بين الأطفال المصريين، ويحدث نتيجة لمشاكل الولادة، وهي من أبرز أسباب الإصابة به.

أسباب الإصابة 

ويوضح أستاذ المخ والاعصاب، أن الكهرباء الزائدة بالمخ قد تحدث نتيجة إحدي هذه الأسباب؛

1- تعثر الولادة، أي أن يكون الطفل “اتزنق” أثناء الولادة.

2- حدوث مشكلة في التنفس أثناء الولادة.

3- إصابة الطفل بنزيف في المخ.

4- نقص الأكسجين أو انفصال المشيمة مبكرًا عن موعدها.

5- إصابة الطفل بالتهاب في المخ أو حمى شوكية.

6- عدم إعطاء التطعيمات الإجبارية للطفل في مواعيدها، لمنع حدوث التهابات بالمخ، مما قد يتسبب في الإصابة بالكهرباء الزائدة أو الصرع.

نسب الإصابة

ويذكر الخياط، أن نسبة الإصابة بمرض الصرع تتراوح ما بين 1% إلى 3% بين الأطفال على مستوى الجمهورية، إلا أن نسبة التردد تزداد بشكل أكبر في عيادات المخ والأعصاب بمستشفيات الأطفال التابعة للجامعات.

أعراض الصرع

ويشير إلى أن أعراض الصرع تتوقف على نوع الإصابة به، فهناك أعراض تظهر في حالات الصرع الجزئي، وأعراض أخرى تظهر على مرضى الصرع الكلى، موضحًا أن أعراض الصرع الجزئي غالبًا ما تكون في طرف معين من أطراف المريض، حيث يصاب بتشنجات لا إرادية، دون أن يفقد الطفل الوعي، ويكون مدرك بالحركة الغير إرادية.

ويتابع “أما في حالة الصرع الكلي، فيصيب الصرع الطرفين الأيمن والأيسر، ويفقد الطفل الوعي ويسقط مغشيا في الأرض، ويبدأ يدخل في مرحلة تشنج كاملة للجسم”.

العلاج

ويؤكد أستاذ المخ والأعصاب، أن حالات الصرع الأولي يمكن الشفاء منها بشكل شبه كامل بنسبة تصل إلى 90% بين المرضى، بشرط أن يلتزم الطفل بتناول أدوية علاج الصرع، وغالبًا ما تستغرق فترة العلاج من عامين إلى ثلاثة أعوام، أما حالات الصرع الثانوي التى تحدث نتيجة مشاكل الولادة، فإن نسبة الشفاء منه ضعيفة، لا تتخطى 20%.

جراحات الصرع

ويقول الدكتور حامد الخياط، إنه عندما يكون الصرع جزئي تكون نسبة نجاح جراحات الصرع أعلى من الصرع الكلي، وتعني أن المخ مصاب في الفصين ببؤر صرعية أو كهرباء في المخ، في حين أن الجزئي يعنى أن فص واحد فقط من الفصين مصاب بالكهرباء.

ويشير إلى أن هناك عدة شروط لإجراء جراحات إزالة البؤر الصرعية في المخ،  دون التأثير على حياة الطفل، مؤكدًا أنها تحتاج اختبارات مخصصة، ويوجد جهاز جديد قادر على تشخيص الحالات المصابة بالصرع وصور لمكان البؤرة التي تحتاج إلى العلاج، وهي الأمل الجديد في جراحة الصرع، وهذا الجهاز متوفر في المركز الطبي العالمي على طريق الإسماعيلية، ومستشفى المعادي العسكري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة