
قال الدكتور أحمد لطيف، المدير الطبي لمجموعة العالية جروب، الوكيل العالمي لتكنولوجيا الفضة الرباعية، إن واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه الجروح في الالتئام هي الإصابة بالعدوى البكتيرية أو العدوى الفطرية، والعدوى عموماً تعطل من التئام الجرح.
وأضاف:”توجد مشكلة تواجه الدكتور المعالج بجانب العدوى وهي زيادة مقاومة البكتيريا والميكروبات للمضادات الحيوية، فأصبحنا نسمع كثيرًا عن مقاومة البكيتريا للمضادات وهناك حالات لا تستجيب للأدوية مما يؤدي لإطالة فترة العلاج ويفاقم من حجم وعمق الجرح”.
وأوضح أن جزء كبير من الميكروبات يعيش على سطح الجلد بشكل طبيعي، فالجلد يحميها من المحيط الخارجي، بالتالي البكيتريا الموجودة على سطح الجلد الخارجي لا تستطيع أن تنفذ للداخل إلى الدم أو أنسجة الجسم، لكن بمجرد الجرح تفتح البوابة والحاجز وتدخل الميكروبات لداخل الجسم وتكون مرحلة فيها خطورة، فالجهاز المناعي قادر على التعامل مع هذه الميكروبات بكمية بسيطة، لكن إذا استمرت العدوى فترة طويلة وكانت أنواع البكيتريا من الأنواع المقاومة وصعبة العلاج نحتاج للتدخل بالعلاجات مثل المضادات الحيوية المنتشرة في علاج الجروح.
وشدد على أهمية تطهير الجرح حتى يلتئم، فالنسيج لن يلئتم إلا بالقضاء على الميكروبات وانتهاء الالتهاب نتيجة الميكروبات، لافتًا إلى أن السبب الأشهر في تلويث الجروح هو الميكروبات مثل البكتيريا والفطريات، لكن الفيروس انتقاله مختلف فينتقل عن طريق الهواء ومن مريض حامل العدوى لآخر، وفي نفس الوقت ينتقل عن طريق الدم لكن أن يعيش الفيروس على سطح الجلد ومن خلاله يدخل للأنسجة وقت الجرح أمر مستبعد.
وتطرق الدكتور أحمد الطيب، إلى المشاكل التي تصيب مريض السكر في حالات الإصابة والجروح قائلًا:”مريض السكر يعاني من مجموعة من المشاكل؛ المشكلة الأولي في سرعة التئام الجرح، فالتئام الجرح عند مريض السكر أبطأ من الشخص الطبيعي، بالتالي مرض السكر واحد من العوامل التي تؤدي إلى تباطيء التئام الجروح، إضافة إلى أن الجهاز المناعي عند أغلب مرضى السكر يكون متأثر ولا يكون بنفس الكفاءة، والسبب في ذلك أن الجهاز المناعي يستجيب للأجسام الغريبة أوالتحفيز عن طريق الالتهاب، فعندما يحدث التهاب بسيط فالجهاز المناعي يتعامل مع الالتهاب للقضاء على الميكروبات، أما مريض السكر لأنه يحدث ترسيب للسكر في أنسجة الجسم نتيجة أن نسبتها مرتفعة في الدم، يؤدي إلى أنواع من الالتهاب موجودة بالفعل، كما يحدث التهاب في الأعصاب الطرفية والقدم السكري.
وتابع:” في إشارات متداخلة فكفاءة الجهاز المناعي في الرد أقل من العادي، بالتالي قدرته على مواجهة الميكروبات أقل، وفي نفس الوقت سرعة التئام الجروح عند مريض السكر تكون أبطأ نتيجة بعض الخلل في الموصلات بين الخلايا وبعضها والتي لها دور في تحفيز هذا النوع من الالتئام، والمحصلة النهائية تكون مدة طويلة في العلاج، بالتالي طول ما الجرح مفتوح مدة طويل والجهاز المناعي غير كفيء مما يعرض المريض للإصابة الميكروبية التي تجد بيئة خصبة في الجرح المفتوح”.
وحذر الدكتور أحمد الطيب، من الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، إذ تؤدي إلى زيادة مقاومة البكتيريا للمضادات وعدم استجابتها للأدوية، لافتًا إلى أن هذه المشكلة موجودة على مستوى العالم ونعاني منها في مصر بشكل خاص.
وقال إن الإفراط في تناول المضادات الحيوية يجعل البكتيريا عندها القدرة على تطوير نفسها وتتحور بشكل يجعلها قادرة على مقاومة المضادات الحيوية، فعلى سبيل المثال بعض المضادات الحيوية تعمل على جدار الخلية البكتيرية وتقدر تكسر البروتينات الموجودة بها فتمنع الخلية أن تتكون بشكل سليم، لكن البكتيريا مع الوقت تخلق نوع من الانزيمات قادرة على تكسير هذا النوع من المضادات بالتالي المريض عندما يأخد يصبح غير مجدي، والبكتيريا مستمرة ولا توجد أي مشكلة لها.
وتابع:”بعض المضادات الحيوية التي تنزل السوق لتعالج حالات معينة وتوجه لنوع معين من البكيتريا، اكتشفنا بعض عامين من وجودها بدأ ظهور حالات مقاومة لهذا النوع من المضادات الحيوية، بالتالي الشركات لا تستطيع أن تجاري سرعة البكتيريا في التحور، وهذا يخيفنا في المستقبل من عدم وجود مضادات حيوية لديها القدرة على القضاء على البكتيريا”.